تباينت مظاهر إحياء الذكرى الأولى لثورة 25 يناير، بالإسكندرية، الأربعاء، ما بين مسيرات ووقفات احتجاجية مؤيدة للمجلس العسكري، وأخرى مناهضة له والمطالبة برحيله، فيما نظمت القوات البحرية عروضا عسكرية، وأغلقت المحال التجارية أبوابها، خوفا من تعرضها لأعمال شغب وسرقة.
أمام مسجد القائد إبراهيم، تجمع نحو 5 آلاف، يمثلون أحزابا سياسية وتيارات شبابية وعدد من أهالي الشهداء، فبينما رددت أسر الشهداء هتافات منددة بالمجلس العسكري مطالبين بالقصاص لدماء الشهداء، رفض أعضاء حركات شبابية ونشطاء مظاهر الاحتفال، مؤكدين أن أهداف الثورة لم تكتمل، ورددوا هتافات، منها: «مش عايزين الاحتفالات.. الأول حق اللى مات» و«قول للشعب وقولها قوية.. مش عايزين الاحتفالية»، فيما ردد الإخوان المسلمين ودعوة أهل السنة ومئات المواطنين هتافات «الله أكبر» و«تحيا مصر»، «احتفالا بالثورة لا للاحتجاج».
وفي السياق نفسه، انطلقت مسيرة احتجاجية، نظمتها عدة حركات سياسية، أبرزها 6 إبريل وكفاية، من أمام كنيسة القديسين بسيدى بشر، باتجاه ميدان «فيكتور عمانويل»، بمنطقة سموحة، للمطالبة بنقل السلطة إلى سلطة مدنية.
وحمل المشاركون لافتات ضخمة كتب عليها: «25 يناير 2012 مطالبنا هى هى.. عيش حرية عدالة اجتماعية»، و«تسليم السلطة لمجلس الشعب»، ورددوا هتافات: «سلموها للشعب.. الموضوع مش صعب»، و«نصر بلدنا فى التغيير.. ارحل ارحل يا مشير»، وأعلن المتظاهرون البدء في اعتصام مفتوح بالميدان لحين تسليم السلطة للمدنيين.
ووزع عدد من المشاركين بياناً، طالبوا فيه بتسليم السلطة، وإقالة حكومة «الجنزوري»، وتشكيل حكومة أخرى توافقية من أصحاب الخبرات تحظى بكل الصلاحيات.
وشددت الكنيسة القبطية على أن مشاركة الأقباط في الاحتفال بالثورة بصفتهم الشخصية باعتبارهم مواطنين مصريين، وليست امتثالا لدعوة رسمية من الكنيسة، وقال الدكتور كميل صديق، سكرتير المجلس القبطي الملّى التابع لكاتدرائية الأقباط الأرثوذكس، إن جموع الأقباط الذين شاركوا فى الاحتفال بالذكرى الأولى لثورة 25 يناير كانت مشاركتهم بصفتهم الشخصية كمواطنين مصريين لهم من الحقوق والواجبات ما لبقية طوائف المجمتع المصري، نافيا أن تكون مشاركتهم بتوجيهات باباوية من البابا شنودة الثالث.
من جهتها، عزفت القوات البحرية موسيقاها العسكرية أمام قبر الجندى المجهول بمنطقة المنشية بمشاركة الأهالى، وقامت عدة بوارج تابعة للقوات البحرية بعمل عروض استعراضية بالميناء الشرقي.
وانطلقت مسيرة من أمام كنيسة العذراء بمنطقة جناكليس شارك فيها المئات من النشطاء، وحمل فيها المشاركون لافتات كتبوا عليها: «مطالبنا هيا هيا.. عيش حرية عدالة اجتماعية والعدل»، ورددوا الهتافات المنددة بالمجلس العسكري والمطالبة برحيله.
وفي المقابل، شارك العشرات في مسيرة تأييد للمجلس العسكري، انطلقت من نصب الجندي المجهول في منطقة المنشية إلى القاعدة البحرية، أمام قصر رأس التين، بمصاحبة الموسيقى العسكرية، التي عزفت الأغاني الوطنية للمواطنين، فيما قام عدد من عناصر الشرطة العسكرية بتوزيع الأعلام على الجماهير.
وقال «حميدو»، أحد المتظاهرين، إنه جاء تأييدًا للمجلس العسكري، وحفاظا على الثورة ومكتسباتها، ضد من يحاولون إشعال البلاد.
وأمام محكمة الحقانية، تظاهر قرابة 3000 من جبهة القوى الاشتراكية، وحزب التحالف الشعبي الاشتراكي، وحزب العمال الاشتراكي، والعمال الديمقراطي، والائتلاف المدني الديمقراطي، وعدد من الأحزاب والنقابات، وحملوا نعشا أسودّ كتب عليه: «يسقط يسقط حكم العسكري»، وطالبوا بنقل السلطة للمدنيين، فيما انضم للتظاهرة أسر بعض الشهداء والمصابين، ورفعوا لافتات كتبوا عليها: «لا استعباد بعد اليوم».
وتجمع عشرات الآلاف من أهالى الشهداء وشباب الثورة أمام منزل خالد سعيد، أثناء توجههم إلى المنطقة الشمالية، ورددوا هتافات: «يسقط حكم العسكر»، و«هنحاكمك يا مشير»، و«القصاص القصاص»، وستتجه المسيرة، بحسب منظميها، إلى ميدان «فيكتور عمانويل» بمنطقة سموحة، بعد مرورها بالمنطقة الشمالية، التي تشهد تجمعا حاشدا لشباب الثورة.
واحتشد المئات من طلبة جامعة الإسكندرية أمام مبنى إدارة الجامعة بالشاطبي، رافعين لافتات تطالب بإسقاط المجلس العسكري، ورددوا هتافات منددة بعدم تلبية مطالب الثورة، وبدأت المسيرة بتجمعات أمام كليات الهندسة والتجارة والعلوم، وتوجهت نحو إدارة الجامعة، ومن المتوقع أن تنطلق نحو المنطقة الشمالية.