«حالة الاتحاد»: ترامب رفض مصافحة «بيلوسى» فمزقت خطابه

كتب: منة خلف الأربعاء 05-02-2020 20:11

خيم الخلاف المرير بين الرئيس الأمريكى الجمهورى دونالد ترامب، ورئيسة مجلس النواب الديمقراطية نانسى بيلوسى، على خطاب ترامب السنوى عن حالة الاتحاد، والذى ألقاه فى الكونجرس مساء أمس الأول، إذ امتنع ترامب عن مصافحة بيلوسى، وردت بتمزيق نسخة من خطابه، بينما كانت تقف وراءه، بعد الخطاب الذى تحدث فيه ترامب عن «استعادة أمريكا العظيمة» وعدّد إنجازاته وأكد أنه وفى بوعوده، لكن الخطاب جاء فى أجواء مشحونة مع اقتراب الجلسة النهائية للتصويت فى قضية عزل الرئيس التى يتبناها الديمقراطيون، اليوم، ومع تفاقم الانقسام داخل الطبقة الحاكمة وقرب انتخابات الرئاسة المقبلة.

ومن أبرز اللقطات التى جذبت وسائل الإعلام والمتابعين كانت اللقطة الأولى بعد وصول ترامب لمنصته متأهبا لبداية خطابه، وطبقا للتقليد المتبع يسلم الرئيس نسختين من خطابه الذى سيلقيه، واحدة لرئيس مجلس الشيوخ، والأخرى لرئيس مجلس النواب. اتبع ترامب البروتوكول وسلم نسخة من خطابه لرئيسة مجلس النواب نانسى بيلوسى، ولكن لم يفته الخلاف الدائر والعداوة المستعرة بينهما، كونها زعيمة الديمقراطيين الذين يقودون إجراءات عزله، لذلك تعمد ترامب أن يتجاهل يدها الممدودة للمصافحة.

وتجنبت بيلوسى قول العبارات المعتاد أن يستخدمها رئيس المجلس لدى تقديم رئيس البلاد إلى الكونجرس مثل «يسعدنى ويشرفنى أن أقدم إليكم»، وكل ما قالته عند تقديم ترامب «أعضاء الكونجرس.. إليكم رئيس الولايات المتحدة»، وعلى بعد سنتيمترات جلست بيلوسى لسماع ترامب لأكثر من ساعة متواصلة، لكن مع نهايته ووسط تصفيق الحضور مزقت بيلوسى نسختها من خطاب ترامب، وقالت لاحقا إن هذا كان «الشىء المهذب مقارنة بالبديل».

بدأ ترامب خطابه بتأكيد أن وضع الولايات المتحدة بات أكثر قوة اقتصاديا من أى وقت، واعتبر أن سنوات التراجع الاقتصادى قد ولّت إلى الأبد، وأشار إلى أن معدلات البطالة خلال رئاسته هبطت إلى أدنى مستوى، وتحدث عن خلق 7 ملايين فرصة عمل، وإزالة 10 ملايين أمريكى من سجل البطالة، وقال إن الرسوم الجمركية نجحت فى دفع الصين إلى توقيع اتفاق مع الولايات المتحدة، معتبرًا أن الاتفاق يحمى العمال الأمريكيين، وتعهد ترامب بإنهاء الحروب فى الشرق الأوسط.

وبينما قاوم ترامب الظهور فى محاكمة مجلس الشيوخ لرفض التهم الموجهة إليه خلال الأسبوعين الماضيين واكتفى ببعض التغريدات، استخدم رئيس أمريكا الـ45 خطاب حالة الاتحاد- الثالث فى تاريخه وقد يكون الأخير فى حال لم يفز بالانتخابات الرئاسية فى 3 نوفمبر المقبل- لتقديم نوع مختلف من الدفاع دون عبء الاستجواب، ورفع شعار «عودة أمريكا العظيمة».

وفى خطوة غير مسبوقة، تحدث ترامب عن تدشين فرع جديد للجيش الأمريكى، وهو قوات الفضاء، ووعد بأن تكون بلاده الدولة الأولى التى تضع علمها على كوكب المريخ.

واستكمالًا لسرد إنجازاته، قال ترامب إن الإدارة الأمريكية تدافع بقوة عن الأمن القومى ومكافحة الإرهاب، وأضاف: «رسالتنا إلى الإرهابيين واضحة: لن تفلتوا من العدالة الأمريكية أبدا»، وأضاف أنه «نجح فى القضاء على تنظيم (داعش) الإرهابى بنسبة 100% بعد تحرير الأراضى التى سيطر عليها، والقضاء على زعيمه أبوبكر البغدادى القاتل المتعطش للدم».

ولم يفته أيضا الإشارة إلى قتل الجنرال الإيرانى، قاسم سليمانى، الذى وصفه بأنه «أكبر إرهابى بالعالم، ووحش قتل وجرح الآلاف من أفراد القوات الأمريكية فى العراق».

وتصدر الخطاب الصحف الأمريكية التى عكفت على تحليله، وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» إن ترامب لم ينطق بكلمة «مساءلة» فى خطابه الذى بلغت مدته 78 دقيقة، لكنه طرح نفسه باعتباره فقط «هو يستطيع»، حيث جمع الخطاب بين الاحتفاء بإنجازاته فى الاقتصاد، والسياسة المتشددة مع الدول الأخرى التى تصب فى صالح أمريكا.

ورأت الصحيفة أن الرسائل بين السطور فى الخطاب تخطت محاولة تبرئة ترامب لنفسه من محاكمة العزل التى تنتهى اليوم بمجلس الشيوخ، وهى تبرئة تقول معظم وسائل الإعلام إنها مضمونة، ولكن الخطاب طرح قضية أن ترامب هو الشخص المناسب للفترة الرئاسية المقبلة، إذ إنه عندما بدأ ترامب خطابه، أخذ الجمهوريون من مجلسى الكونجرس يهتفون: «4 سنين أخرى»، بينما هو واقف على المنصة فى مجلس النواب، فى حين جلس الديمقراطيون صامتين، ورفض العديد منهم حضور الخطاب السنوى احتجاجًا على ترامب.