«مداهمة وتهديد».. كيف تعاملت الشرطة مع طبيب صيني حذر من «كورونا» قبل تفشيه؟

كتب: بوابة الاخبار الأربعاء 05-02-2020 14:38

حاول أحد الأطباء تحذير زملائه من تفشي الفيروس، وزاره مسؤولون أمنيون وأخبروه بأن عليه الصمت.

ولم يكد يمضي شهر حتى بات هذا الطبيب بطلا، بعد أن نشر قصته من سريره في المستشفى بعد إصابته هو نفسه بالفيروس.

في بدايات يناير الماضي، كانت السلطات في مدينة ووهان الصينية تعمل جاهدة على التكتيم على خبر عن فيروس «كورونا»، حسب موقع هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي».

واستهل الطبيب لي وينليانج، القصة التي نشرها على موقع «ويبو» الإلكتروني الصيني بالقول: «مرحبا بالجميع، هذا أنا لي وينليانج، طبيب عيون في مستشفى ووهان المركزي».

وتعكس القصة صورة صادمة عن الطريقة التي تعاملت بها السلطات المحلية في ووهان مع تفشي الفيروس في أسابيعه الأولى.

وكان وينليانج يعمل في مركز تفشي الفيروس في ديسمبر عندما لاحظ إصابة سبع حالات ظنّها للوهلة الأولى مصابة بفيروس «سارس»- الذي تفشى كوباء عالمي عام 2003.

ويُعتقَد أن الحالات السبع كانت قادمة من سوق ووهان للمأكولات البحرية، وكان المصابون قيد الحجر الصحي في المستشفى التي يعمل بها وينليانج.

وفي أواخر ديسمبر 2019، بعث وينليانج رسالة إلى زملائه خلال دردشة جماعية على إحدى وسائل التواصل الصينية، محذرا إياهم من تفشي الفيروس، وناصحا لهم بارتداء ألبسة واقية لتفادي العدوى، ما لم يكن يعلمه وينليانج حينها هو أن المرض الذي كان يتحدث عنه هو فيروس «كورونا».

بعد أربعة أيام داهمه مسؤولون من مكتب الأمن العام وطالبوه بالتوقيع على خطاب نصّ على اتهامه «بالإدلاء بتعليقات غير صحيحة» ترتب عليها «إخلالا جسيما بالنظام العام».

وجاء في الرسالة: «نحذرك بشكل رسمي: وإذا تماديت في عنادك، بهذا القدر من الوقاحة، وتابعت هذا المسلك غير القانوني، فسوف تمثُل أمام العدالة- هل هذا مفهوم؟»

وفي ذيل الرسالة، وقّع وينليانج بخط يده: «نعم، مفهوم».

وكان وينليانج أحد ثمانية أشخاص خضغوا للتحقيق من قِبل الشرطة بتهمة «نشر شائعات».

وفي نهاية يناير، نشر وينليانج نسخة من الرسالة على موقع «ويبو» وشرح ما حدث. وفي غضون ذلك، قدمت السلطات المحلية اعتذارا له لكن هذه الخطوة جاءت متأخرة جدا.

وفي الأيام القليلة الأولى من يناير، كان المسؤولون في ووهان يصرّون على أن عدوى «كورونا» لكي تنتقل فإنه لابد من الاتصال بحيوانات مصابة بالفيروس. ولم تكن قد صدرت بعد توجيهات بتدابير وقائية للأطباء.

وبعد أسبوع من مداهمة الشرطة له، كان وينليانج يعالج عين امرأة مصابة بالمياه الزرقاء. ولم يكن يعلم أنها مصابة بفيروس «كورونا» الجديد.

وفي قصته التي نشرها على موقع «ويبو»، يصف وينليانج كيف داهمه السعال في يوم العاشر من يناير/كانون الثاني، وكيف أصابته حمى، ثم أصبح طريحا في المستشفى بعد يومين اثنين قبل أن يلحق به والداه.

وبعد مرور عشرة أيام- في العشرين من يناير- أعلنت الصين حالة الطوارئ بعد تفشّي فيروس «كورونا».

ويقول وينليانج إنه أجرى فحوصا للكشف عن الإصابة بالفيروس عدة مرات، وكانت نتائجها كلها سلبية.

وفي 30 يناير عاود وينليانج النشر مرة أخرى قائلا: «اليوم ظهرت نتائج فحوص الحمض النووي وجاءت إيجابية، أخيرا اتضحت الصورة وتم التشخيص».

واستخدم وينليانج في منشوره القصير رموزا تعبيرية منها صورة كلب زائغ البصر ولسانه يتدلى من فمه.

ولم يكن مدهشا أن يحصد المنشور آلاف التعليقات المليئة بكلمات الدعم.

وعلّق أحد المستخدمين على المنشور مبديا قلقه بشأن ما تحكيه القصة عن بلاده قائلا: «دكتور لي وينليانج بطل. في المستقبل، سيكون الأطباء أكثر تخوفا عند إطلاق تحذيرات مبكرة لدى ملاحظة ما يدل على انتشار مرض مُعْدٍ. من أجل بيئة صحية عامة أكثر أمانا، ثمة حاجة إلى عشرات الألوف من أمثال وينليانج».