استعدادات «الثوار» قبل 25 يناير: خيام ومنصات ولجان شعبية.. وتدريبات خاصة على «ترديد الهتافات»

كتب: سوزان عاطف, سارة جميل الثلاثاء 24-01-2012 17:48

 

بدأت ساحة ميدان التحرير منذ صباح الثلاثاء فى رسم ملامح يوم جديد من أيام الاستعداد للاحتفال بالذكرى الأولى للثورة، والذى أكد الجميع النزول فيه للمطالبة بتحقيق مطالب الثورة.

كل شىء فى ميدان التحرير كان يعلن عن استعدادات من نوع خاص لهذه الذكرى، لكن المشهد الأبرز كان المسيرات التى تطوف الميدان طوال الوقت للمطالبة بالقصاص لقتلة الشهداء، والعشرات الذين وقفوا فى مجموعات متفرقة بجميع أنحاء الميدان للمناقشة حول أسباب الاعتصام.

وما بين التدريب على الهتافات وكتابة اللافتات وترديد أغنيات الشيخ إمام، بدا الإصرار على وجوه الشباب، فتطوعت مجموعة منهم لنصب الخيام، وأخرى لتنظيم مرور السيارات بعد انسحاب رجال الشرطة، وثالثة لتأمين دخول المتظاهرين ومنع البلطجية والأسلحة.

وعلى الرغم من تفاوت مظهر الشباب، إلا أنهم اتفقوا على أهدافهم، المتمثلة فى القصاص للشهداء، ومحاكمة مبارك وأعوانه بمحاكمات ثورية، إضافة إلى المطالب الرئيسية للثورة وهى «عيش، حرية، عدالة اجتماعية».

وفى «الكعكة الحجرية» وسط الميدان، بدأ بعض المعتصمين تعليق ميكروفونات على أعمدة الإنارة، ونصب خيمة كبيرة لتكون مقرًّا لوسائل الإعلام المختلفة.

وأمام مجمع التحرير، التفت مجموعة كبيرة من المعتصمين حول شابين ظلا يرددان هتافات مثل: «القتلة خدوا براءة، شفت بجاحة شفت جراءة»، «مش بلطجية، إحنا ثورجية»، «يا طنطاوى قول لعنان، لسه الثورة فى الميدان»، «ثورة ثورة حتى النصر.. ثورة فى كل شوارع مصر».

وبعد يوم شاق من العمل فى نصب الخيام وتعليق اللافتات لم تجد مجموعة من شباب المعتصمين وسيلة للترفيه سوى ترديد الأغانى الوطنية، وأغانى الشيخ إمام الثورية.

أما أصحاب المحال والمقاهى الموجودة بالميدان ففضلوا عدم وضع أى من بضاعتهم أو كراسى لجلوس روادهم كما هو معتاد، خوفاً من وقوع أى اشتباكات، كما حدث منذ عدة أيام بين المعتصمين من جانب والباعة الجائلين من جانب آخر.

وقال طارق محمود، صاحب أحد المحال، إن وجود المتظاهرين بالميدان لا يمثل أى ضرر بالنسبة لهم، بل يساهم فى زيادة المبيعات، ولكنه استدرك قائلا: «لكن فى حالة وقوع اشتباكات أو زيادة الأعداد بشكل كبير نقوم بإغلاق المحال خوفا من الخسائر».

وأكد سامح زرد، عضو اللجنة التأسيسية لحركة «كفاية»، أن الترتيبات الأمنية فى الميدان اليوم ستكون مشددة خاصة بعد انسحاب الشرطة من الميدان، وقال: «اضطررنا إلى تنظيم المرور بأنفسنا، كما بدأنا فى تنظيم المتطوعين من الشباب والشابات لتأمين الميدان وتفتيش كل شخص يدخل، ومنع اصطحاب أى آلة معدنية، ثم شكلنا لجنة للتوعية وتعريف الحضور بأسباب الاعتصام وأهدافه».

وأكد زرد أن الاعتصام لن يقتصر على اليوم فقط، بل سيكون اعتصاماً مفتوحاً بمشاركة الثوار من جميع محافظات مصر حتى الاستجابة لجميع المطالب، مشيراً إلى أن هناك مسيرات ستأتى من الإسكندرية والمنصورة ومحافظات أخرى للمشاركة.

فيما قال محمد المنسى، أحد أعضاء اللجان الشعبية الخاصة بتأمين الميدان، إنه سيتم تكثيف الرقابة على البوابات، وتشديد إجراءات التفتيش، حرصًا على عدم دخول أى أسلحة بيضاء للميدان، وأشار إلى أنه سيتم أيضا تفتيش السياح الأجانب والاطلاع على جوازات سفرهم، وإذا تبين أن أحدهم يحمل الجنسية الإسرائيلية فإن اللجان ستتحفظ عليه لتسليمه لرجال الشرطة.

وأعلن رامز المصرى، المسؤول الإعلامى لحركة الجبهة الحرة للتغيير السلمى، عن تنظيم مسيرات يوم 25 يناير، فى أغلب الميادين الكبيرة التى ستنطلق جميعها فى تمام الثانية عشرة ظهرا، لتصل إلى ميدان التحرير فى الرابعة عصرا، وهو ما تم الاتفاق عليه مع كل المسيرات.

ونوه المصرى إلى وقوف جميع المسيرات فور وصولها للتحرير دقيقة حدادًا على أرواح الشهداء، وحلف يمين تم إعداده خصيصا لهذا اليوم، بهدف استعادة الثورة.

وعن المسيرات، أكد خروج مسيرات من أنحاء متفرقة منها منطقة دار السلام والمنيل والروضة والسيدة زينب وعابدين، وفى الدقى ومن ميدان مصطفى محمود، والتى ستتحد مع المسيرة القادمة من منطقة الهرم والعمرانية بالجيزة، وصولا لميدان التحرير، إضافة إلى تجهيز الحركة غرفة عمليات لمتابعة الأحداث وتوجيه المسيرات فى حال حدوث شغب، وأضاف أنه من المقرر تواجد عدد من الأطباء فى كل مسيرة مزودين بالإسعافات الأولية.

وقال المسؤول الإعلامى لحركة الجبهة الحرة للتغيير السلمى، إنه تم تجهيز علم كبير عليه صور الشهداء، ومنهم مينا دانيال، والشيخ عماد عفت، وخالد سعيد، وعلاء عبدالهادى، وسيد بلال، ليتم رفعها داخل الميدان تخليدا لذكراهم.

وفى السياق ذاته، أكد طارق الخولى، المتحدث الإعلامى لحركة 6 إبريل «الجبهة الديمقراطية»، أن «الحشد ليوم 25 يناير بدأ منذ فترة طويلة مع بداية عرض فيديوهات تفضح أعمال العسكر ضد الشعب، وتوزيع دعوات كان من أبرزها مسيرات يوم 23 يناير، التى اتجهت نحو البرلمان عقب عقد أولى جلساته، وذلك لتوضيح مطالب الثورة».

وعن تأمين الميدان، قال الخولى: «تبدأ أعمال التأمين ليلة الخامس والعشرين، بالتنسيق بين الحركات السياسية واللجان الشعبية»، مشيرا إلى أن هناك خلافا مع جماعة الإخوان المسلمين، التى قررت النزول للميدان للاحتفال وليس التظاهر، مؤكدا أنه تم التنسيق مع نحو 72 حركة وحزبا وائتلافا، على أن يكون يوم الخامس والعشرين، يوما احتجاجياً على طريقة إدارة المجلس العسكرى للمرحلة الانتقالية، وتوحيد المطالب على سرعة تسليم السلطة، واختيار لجنة تحقيق مستقلة من قضاة معروفين بالنزاهة لمحاكمة رموز النظام وقتلة الثوار. وقال الخولى إنه تم تزويد بعض الأعضاء من الحركة بكاميرات «خفية» لتصوير الأحداث فى حال حدوث أى شغب أو اختراقات من عناصر خارجية، مشيراً إلى أنه تم اتخاذ هذا الإجراء لتوثيق كل الأحداث وتأكيد براءة الثوار فى حال حدوث أى شغب.