صحف القاهرة: البرلمان يشكر «العسكري».. والثورة تعود للميادين

كتب: عزة مغازي الثلاثاء 24-01-2012 13:51

انقسمت المساحات الرئيسية في صحف القاهرة بين متابعة الجلسة الأولى لمجلس الشعب وإحياء ذكرى مرور عام على رحيل شهداء الأيام الأولى لثورة 25 يناير.

وتصدرت كلمتا المشير طنطاوي والرئيس الجديد لمجلس الشعب الدكتور سعد الكتاتني متابعات الصحف القومية لجلسة البرلمان، في الوقت الذي احتلت فيه الدعوات لاستكمال الثورة وكلمات المشاركين فيها وصورهم رؤوس الصحف المستقلة.

البرلمان يحيّي «العسكري»

اهتمت صحف القاهرة بمتابعة الجلسة الأولى لمجلس الشعب، وتصدرت صور النواب الجدد والرئيس المنتخب للبرلمان، سعد الكتاتني، رؤوس الصحف.

وقالت «الأخبار» في عنوانها الرئيسي: «برلمان الثورة تسلم سلطة التشريع من العسكري».

واهتمت «الأهرام» بكلمة المشير طنطاوي إلى مجلس الشعب، والتي أعلن فيها عن تسلم مجلس الشعب لسلطتي التشريع والرقابة، وهي السلطات التي كان يحوزها «العسكري» إلى جانب السلطة التنفيذية.

ونقلت «الأهرام» عن طنطاوي قوله إن المجلس العسكري «يتوق إلى اليوم الذي يقف فيه رئيس الجمهورية المنتخب تحت قبة البرلمان، ليؤدي اليمين الدستورية قبل نهاية يونيو المقبل».

ونشرت «الأخبار» نص رسالة المشير كاملة على صفحتها الثالثة، كما نشرت كذلك نص برقية الشكر التي أرسلها نواب بمجلس الشعب إلى المجلس العسكري ردًا على رسالة المشير طنطاوي.

وأشاد النواب المرسِلون للبرقية بجهود المجلس العسكري في إجراء الانتخابات البرلمانية «التي شهد لها العالم وكانت أطول ماراثون انتخابي عرفته مصر»، حسب قولهم، مشيدين أيضًا بـ«المواقف التاريخية للجيش» في دعم الثورة.

كان نواب مستقلون وآخرون من تياري «الكتلة المصرية» و«الثورة مستمرة» قد انسحبوا من الجلسة قبل مناقشة إرسال البرقية باسم مجلس الشعب وكل نوابه.

واعترض النائب مصطفى النجار على إرسال البرقية بهذه الصيغة، مطالبا بأن يضاف إليها فقرة حول أخطاء المجلس والانتهاكات التي تمت في الفترة الانتقالية على يد جنود تابعين له، إلا أن الكتاتني رفض طلب النجار وأصر على إرسال البرقية لموافقة غالبية الأعضاء على إرسالها، مما دعا النجار للمطالبة باستبعاد اسمه من بين الموقعين.

وأبرزت «الأخبار» الشكر الذي وجّهه الكتاتني إلى المجلس العسكري في الكلمة التي ألقاها فور تسلمه رئاسة المجلس، واتخذت الصحيفة من شكر الكتاتني للجيش عنوانا لتقريرها حول كلمته.

وقالت «الشروق» في عنوان تغطيتها: «البرلمان يبدأ بمعركة حق الكلام»، في إشارة للمشادة بين النائب عصام سلطان، رئيس حزب «الوسط» من ناحية ورئيس الجلسة الإجرائية الدكتور محمود السقا، أستاذ تاريخ القانون، بعدما رفض نواب «الحرية والعدالة» طلب سلطان بأن يقدم كل من ترشح لمنصب رئيس المجلس نفسه للأعضاء.

واهتمت الصحف بما طال اليمين التي يقسمها مجلس الشعب من تحريف على أيدي نواب بالمجلس.

وأبرزت الصحف أن نواب التيار السلفي والجماعة الإسلامية كانوا أول من خرج عن نص اليمين، مما دفع النواب الشباب المعروفين بانتمائهم للتيارات والأحزاب الثورية للرد بيمين الثورة، الذي ينص على استكمال الثورة وصولا لتحقيق أهدافها واستعادة حقوق الشهداء.

وقالت «الشروق» في عنوانها: «السلفيون يحرفون اليمين الدستورية (بما لا يخالف شرع الله) والليبراليون يردون بيمين الثورة».

أما «الأهرام» فلم تعلق على ما شهدته الجلسة، واكتفت بعنوان تقريري يقول: «بما لا يخالف شرع الله واستكمال أهداف الثورة عبارتان أضافهما نواب على اليمين الدستورية».

ووصفت «التحرير» ما شهدته الجلسة بكونه «مخالفة دستورية»، ورأت فيما جرى بين نواب التيار السلفي والجماعة الإسلامية والنواب المؤيدين لاستكمال الثورة «صدام على القسم»,  وعلقت الصحيفة على الجلسة الأولى للمجلس بعنوان يقول: «هل انتهى مجلس نعم، وبدأ مجلس آمين؟».

الثورة تعود

اهتمت الصحف المستقلة بالمسيرات التي احتشدت حول مجلس الشعب، الاثنين، خلال انعقاد جلسته الإجرائية.

وأبرزت «التحرير» و«الشروق» مطالب مسيرات أسر الشهداء ومسيرة «لا للمحاكمات العسكرية للمدنيين»، بينما اهتمت الصحف القومية بمسيرة حرية الإبداع التي انطلقت من دار الأوبرا المصرية وصولا لمجلس الشعب وشارك بها عدد من الفنانين.

ونشرت «الأخبار» صورة لعلم حركة «كلنا مينا دانيال» الذي يحمل علم مصر وصورة الشهيد الذي رحل خلال اعتداءات ماسبيرو، التي قتل فيها حوالي 27 مواطنا معظمهم من المسيحيين رميا بالرصاص ودهسا بمدرعات تابعة للقوات المسلحة.

وقالت الصحيفة في عنوانها «روح الثورة تعود للميدان».

واكتفت «التحرير» بعنوان رئيسي على صفحتها الأولى تقول فيه: «إلى الميدان».

وضمت الصحيفة ملحقا يحمل صورة الدكتور محمد البرادعي، المنسحب مؤخرا من سباق الترشح للرئاسة، وحمل الملحق عنوان «25 مصريا في 25 يناير.. حركوا، غيروا، ثاروا».

وضم الملحق صورا قلمية عن عدد من السياسيين والفنانين والكتاب المشاركين في الثورة وعدد من أبطالها البارزين ومنهم الطبيب أحمد حرارة.

وأفردت «التحرير» صفحتيها الثانية والثالثة لمتابعة الاستعدادات للمسيرات والتظاهرات المنتظر أن تشهدها محافظات مصر، الأربعاء 25 يناير في ظل الدعوة لإنهاء الحكم العسكري وتسليم السلطة للمدنيين واستكمال ما لم يتحقق من أهداف الثورة.

ونشرت «الشروق» ملحقًا من 12 صفحة بعنوان «ما تبقى من الثورة.. أن الثورة مازالت مستمرة».

وقالت الصحيفة فى مقدمة ملفها إن عنوان الملف «لا يرمي إلى موت الثورة وفشلها، بل هو دعوة لمراجعتها وطرح أسئلة تتعلق بها ومحاولة الإجابة عليها».

وأضافت أن أبرز هذه الأسئلة هو «هل خربت الثورة البلد فعلا؟».

وتابعت «الشروق»: «يمر عام على بداية الثورة، ومازال المصريون يبحثون عن العيش والحرية والعدالة الاجتماعية، ويبحثون معها عن أموالهم وثرواتهم المنهوبة، ويسألون عن ثمن الدم الذي سال من العيون».

وكشفت الصحيفة في ملفها عما رأته «تضليلا من الحكومات التي توالت على مصر باختيار المجلس الأعلى للقوات المسلحة العام الماضي».

ورأت الصحيفة في الإجراءات الاقتصادية التي اتخذتها تلك الحكومات ترويجا «لوهم الانحياز إلى مطالب الثورة».

وقالت «الشروق» إن ما اتخذته حكومتا «شرف» و«الجنزوري» من إجراءات هو «الإبقاء على قانون (عز) لمنع الاحتكار، ووضع حد أدنى للأجور لا يكفي، وتم استثناء الأجور العالية من الخضوع لقرارات الحد الأقصى، مما يجعلها غير ذات فائدة»، بحسب وصف الصحيفة.

كما تناولت «الشروق» ملف الأموال المنهوبة التي لم تقم الحكومات المتعاقبة باسترجاعها إلى الآن.

وتابعت كذلك ملف المحاكمات العسكرية التي طالت طلابًا وثوارًا إلى جانب أبناء المناطق الفقيرة، وقدم الملف شهادات لأسر الشهداء والخاضعين للسجن وفقا لأحكام عسكرية.