أطلقت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة «فاو»، بالتعاون مع وزارة الزراعة، الأحد، مشروع الاستجابة الطارئة لتعزيز القدرات المحلية في مصر لاستخدام نظام الإنذار المبكر لدودة الحشد الخريفية ورصدها وإدارتها، لرفع الوعي لدى الشركاء وأصحاب المصلحة بخطورة دودة الحشد الخريفية والاضرار التي قد تتسبب عنها وكيفية إدارة الآفة.
وذكرت «فاو»، في تقرير رسمي لها، أنه تم إطلاق المشروع خلال ورشة عمل افتتاحية عقدت اليوم بمدينة الأقصر، بحضور ومشاركة مديري المديريات الزراعية بمحافظات أسوان والأقصر وقنا وأسيوط وسوهاج والمنيا وبنى سويف والفيوم، ومديري ومسؤولي مكافحة الآفات الزراعية، ومديري ورؤساء المراكز والمحطات البحثية، ومديري ورؤساء الشركات العامة والخاصة ذات الصلة بالمحاصيل العائلة، ومديري ومسؤولي الإرشاد الزراعي، والمنظمات المحلية الأهلية والرسمية ذات الصلة، وممثلي الجمعيات والاتحادات ورابطات الفلاحين والمزارعين.
وأضاف تقرير «الفاو» أن حماية سبل العيش والأمن الغذائي لأصحاب الحيازات الصغيرة بمن فيهم النساء والشباب الذين يعيشون في المناطق المتضررة من دودة الحشد الخريفية وتطوير قدرات أصحاب المصلحة الرئيسيين في مجال التوعية والمراقبة والإشراف والإدارة المتكاملة للدودة.
وأوضح التقرير أنه من الأهداف الرئيسية لإطلاق مشروع الاستجابة الطارئة لتعزيز القدرات المحلية في مصر لاستخدام نظام الإنذار المبكر لدودة الحشد الخريفية ورصدها وإدارتها، كما يهدف المشروع إلى المساهمة في التقليل من تأثير الدودة لأقصى درجة ممكنة والسيطرة على تفشي الدودة من خلال تعزيز قدرات رصدها والإدارة المتكاملة لها على جميع المستويات.
من جهته، قال الدكتور على سليمان، مستشار وزير الزراعة لشؤون الحجر الزراعي ورئيس اللجنة الوزارية الصحة النباتية: «قامت الوزارة خلال الفترة الماضية باتخاذ اجراءات احترازية قبل وصول الآفة إلى مناطق جديدة، مما أدى إلى تأخير وصولها، وتقليل الأضرار الاقتصادية الناجمة عنها بالمخالفة للتوقعات السابقة من بعض الخبراء الامريكيين الذين تنبأوا أنه في خلال ٦ أشهر من وصول الآفة إلى السودان، فسوف تصل إلى دلتا مصر، بينما لاتزال الآفة محاصرة في ثلاث محافظات فقط هي أسوان والأقصر وقنا، وبعض مراكز محافظة سوهاج».
أضاف: «كان تأخر ذلك يعود بشكل كبير إلى جهود مكافحة الجراد على الحدود مع السودان والتى أثرت في دودة الحشد بشكل غير مباشر، وبالرغم من خطورة الآفة وجدية التهديد، يجب عدم الفزع أو المبالغة في رد الفعل، ويجب اتباع الخطة الإستراتيجية التي وضعتها وزارة الزراعة، كما ندعوكم للمشاركة في المناقشات الخاصة بأنشطة المشروع».
وأكد تقرير لمنظمة «فاو» أنه تم تسجيل تواجد دودة الحشد الخريفية في مايو 2019 على زراعات الذرة في محافظات أسوان والأقصر وقنا بصعيد مصر. موضحا إن دودة الحشد الخريفية تعد آفة حشرية يمكن أن تصيب أكثر من 80 نوع نباتي وتسبب ضرراً بالغاً لمحاصيل الحبوب الهامة اقتصاديا مثل الذرة الشامية، الأرز، الذرة الرفيعة، وكذلك لمحاصيل الخضر والقطن.
كانت المنظمة قدمت خلال عام 2019 عدداً من الدورات التدريبية لثماني محافظات بجنوب مصر، هي أسوان والأقصر وقنا وأسيوط وسوهاج والمنيا وبنى سويف والفيوم، حيث قام المكتب الإقليمي للفاو بالتعاون مع المكتب القطري بتقديم الدعم الفني عن طريق نقل خبرات الدول التي واجهت هذه الآفة وتأمين المواد اللازمة للتحري عن الآفة من مصائد فرونية وأجهزة موبايل لتسهيل استخدام التطبيقات الملائمة للحصول على المعلومات بدقة. هذا بالإضافة إلى عقد ورشة عمل تدريبية إقليمية لمتخصصي انتاج الأعداء الحيوية على التقنيات المستخدمة لتعريف وإنتاج واطلاق الأعداء الحيوية ضد دودة الحشد الخريفية، ودعم وتجهيز عدد من معامل الإنتاج الأعداء الحيوية في الجيزة وسوهاج، مما يعتبر احد وسائل المكافحة الحيوية الرفيقة بالبيئة والأكثر امانا لصحة الانسان.
يذكر أن إجمالي المساحة المزروعة من الذرة في مصر بلغ 920 601 هكتار في عام 2017 في حين بلغ الإنتاج 7.1 مليون طن. وفي حالة إن تفشي دودة الحشد الخريفية فإن ذلك سيكون له تأثير قصير وطويل الأجل على الإنتاج الزراعي والأمن الغذائي وصناعة الأعلاف؛ وبالتالي، يؤثر على الملايين من سبل العيش من مختلف مشغلي سلسلة القيمة على مختلف السلع في البلاد.
والموطن الأصلي لهذه الحشرة هو المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية في القارة الأمريكية واستطاعت دودة الحشد الخريفية الانتقال إلى أكثر من 54 دولة في افريقيا وآسيا خلال الاربع أعوام الاخيرة، وتم تسجيل دخولها مؤخرا في مصر في العام 2019.