قال المبعوث الأمريكي الخاص بإيران برايان هوك، إن العقوبات الأمريكية التي أعلنتها وزارة الخزانة على رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية على أكبر صالحي، تتوافق مع أمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، موضحاً أن المنظمة الإيرانية لعبت دورا كبيرا في انتهاكات إيران لالتزاماتها النووية الرئيسية عن طريق زيادة الحدود الخاصة بتخزين اليورانيوم وإدخال أجهزة طرد مركزية حديثة.
وأكد هوك، في مؤتمر صحفي عقده بمقر الخارجية الأمريكية، اليوم الخميس، أن الرئيس الأمريكي ملتزم بحرمان إيران من امتلاك سلاح نووي وحرمانها من الموارد التي تمول بها الحروب في المنطقة، مضيفا أن واشنطن ستراقب عن كثب كل تطورات برنامج إيران النووي.
وقال إن التصعيد النووي الإيراني المستمر يوضح التحدي الخطير الذي يشكله النظام الإيراني للسلام العالمي، داعيا دول العالم إلى معارضة الابتزاز النووي الإيراني واستعادة معايير مجلس الأمن، خاصة معيار «عدم التخصيب»، الذي تم التخلي عنه في ظل الاتفاق النووي الذي تم توقيعه عام 2015، على حد وصفه.
وأضاف أن النظام الإيراني استخدم الابتزاز النووي لسنوات عديدة، «والآن بعد خروج الولايات المتحدة من الصفقة النووية إيران تركز ابتزازها على الدول الأوروبية الثلاث الموقعة على الصفقة بريطانيا وفرنسا وألمانيا.. والدول الأوروبية بدأت آلية لفض النزاع بسب انتهاكات إيران لبنود الاتفاقية مرات عديدة؛ ما يدل على نفاد صبر المجتمع الدولي على تهديدات إيران.. من الصعب معرفة ما إذا كانت هذه الخروقات ستؤدي إلى عقوبات من الأمم المتحدة أم لا».
وأشار إلى أن الدول الأوروبية أظهرت صبرا كبيرا على خروقات إيران وحاولوا إعادتها للامتثال بالصفقة النووية.
من ناحية أخرى، أعلن المبعوث الأمريكي الخاص بإيران أنه تم، بالتعاون مع وزارة الخزانة، بيع وتوصيل مواد طبية خاصة بالسرطان إلى طهران، موضحا أنه «قبل أشهر أعلنا أننا نعمل مع السويسريين على قنوات مالية جديدة للأغراض الإنسانية.. نريد من الشركات أن تستفيد من الإعفاءات على عقوباتنا في مجال المواد الغذائية والطبية والبضائع الزراعية».
وتابع هوك: «الولايات المتحدة تجدد لمدة 60 يوما إعفاءات على توصيل المواد الطبية والغذائية إلى إيران، والتي تسمح باستمرار المشاريع التي ليس لها علاقة بانتشار الأسلحة»، لافتا إلى أن وزير الخارجية مايك بومبيو يمكن أن ينهي هذا المشروع «حسب ما تتطلبه التطورات».
وأوضح أن «الوقوف إلى جانب الشعب الإيراني يمثل الجزء الأكبر من استراتيجية الإدارة الأمريكية الحالية تجاه إيران.. فساد النظام الإيراني وإدارته للموارد بعيدا عن الشعب الإيراني حتى يمول الحروب، جعلا الشعب الإيراني هو الضحية.. الشعب الإيراني يعرف أن نظامه هو الذي يلام على الصعوبات الخاصة بالحصول على الإمدادات الطبية، وليس العقوبات الأمريكية».
وتابع: «شيء جيد أن مرضى السرطان وزرع الأعضاء في إيران يحصلون على علاج جديد.. هذه الإعفاءات تطبق معايير صارمة لتجنب إساءة استخدامها من قبل النظام الإيراني»، لافتا إلى أنه «في الوقت الذي نعمل فيه على إيصال الأدوية للشعب الإيراني.. النظام لا يعمل من أجل هذا.. كبير موظفي روحاني أرسل رسالة إلى الوزراء طالبا شروحات لاختفاء أكثر من مليار يورو مخصصة للإنفاق على الأجهزة والمعدات الطبية».
وأشار إلى أن النظام الإيراني لديه تاريخ في استخدام شركات للأجهزة والمعدات الطبية كواجهة، مضيفا أن «هذه المعدات عندما تصل إلى إيران يتم استخدامها من قبل الصفوة فقط أو بيعها في السوق السوداء للحصول على عوائد، ولا تصل إلى الشعب الإيراني».
وأعرب هوك عن شكره للحكومة السويسرية لعملها مع الولايات المتحدة لفتح قناة لتوصيل هذه المعدات والأدوية.
وحول مبادرة الملاحة البحرية في الخليج العربي، قال هوك إن هذه المبادرة تضمن سلامة الملاحة في منطقة الخليج وهدفها ردع الهجمات الإيرانية البحرية على السفن التجارية، مضيفا: «نحن فخورون بفاعلية جهودنا الدولية لتأمين التجارة الدولية التي تعبر مضيق هرمز والخليج الفارسي.. هناك مشاركات من ألبانيا وأستراليا والبحرين والسعودية والمملكة المتحدة والإمارات والولايات المتحدة، ونتوقع المزيد».
وعن التفاهمات الأمريكية البريطانية حول الملف الإيراني، قال هوك إن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون يريد الانضمام إلى استراتيجية واشنطن في هذا الشأن، مستشهدا على ذلك بتصريحات جونسون قبل عدة أسابيع التي قال فيها «ربما علينا أن نعقد صفقة جديدة مع إيران نسميها صفقة (ترامب)»، لافتا إلى أن الاتفاقية الحالية ستنتهي بعد ثمانية أشهر.
وشدد هوك على أن سياسة الولايات المتحدة استعادت آلية الردع وأضعفت النظام الإيراني، مؤكدا استعداد الولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق جديد، مضيفا أن «الولايات المتحدة في موقف قوة الآن والشعب الإيراني يقف إلى جانبها».