صناعة السيارات تجد مكاناً وسط موجة التقنيات الرقمية والمستقبلية الصاخبة

كتب: اخبار الخميس 30-01-2020 01:34

لسنوات كان معرض المنتجات الالكترونية Consumer Electronics Show والمعروف اختصاراً باسم CES مختصاً فقط بالمنتجات الالكترونية الشخصية، من الهواتف المحمولة إلى ألعاب بلاى ستيشن، ولكنه سرعان ما أصبح المكان الذى يذهب له العالم كل عام من أجل التعرف على كل ما هو جديد فى عالم التقنيات ومستقبل الالكترونيات على أشكالها المختلفة. لذا فكان من الطبيعى أن تجد صناعة السيارات لنفسها مكاناً وسط تلك الموجة الصاخبة من التقنيات الرقمية والمستقبلية المتطورة، بداية من الأنظمة الالكترونية التى تعاون السيارات وصولاً إلى تقنيات الذكاء الاصطناعى والقيادة الذاتية. فى الفترة بين ٧ و١٠ يناير شاركت مجموعة من صناع السيارات مع مطورى التقنيات والبرمجة حول العالم فى نسخة عام ٢٠٢٠ من المعرض فى مدينة لاس فيجاس الأمريكية.

يجذب المعرض كل عام أكثر من ٤٠٠٠ شركة على مساحة عرض تزيد عن ٢٦٠ ألف متر مربع من ضمنها أكثر من ٣٠٠ شركة من المنضمين إلى قائمة الشركات الأكثر شهرة Fortune Global 500. كما يجتمع كل عام أكثر من ١٧٥ ألف من المتخصصين فى مجالات التقنيات والبرمجيات والسيارات على حد سواء، بما فى ذلك أكثر من ٦١ ألف من الزوار من خارج الولايات المتحدة.

من ضمن أهم التقنيات التى تم دمجها فى مجال السيارات هذا العام فى المعرض التقنية كانت كل من التقنيات البايومترية وتطوير المحركات الكهربائية ومكونات البطاريات التى تقوم بتخزين الطاقة بها والأجهزة الذكية التى يمكنها التكامل مع السيارات والأدوات الملحقة بها مثل أنظمة التحكم الصوتى فى السيارة والمنزل والخوذات الذكية المتصلة. إلى جانب تلك التقنيات التى تؤثر مباشرة على قطاع السيارات وعلى المستهلك مباشرة فى حال إنتاجها بشكل تسويقى تظل هناك أيضاً الأنظمة التقنية والرقمية التى يتم عرضها فى CES ولكن ليس من الضرورى أن يشعر المستخدم أو السائق بتأثيرها المباشر عليه، على سبيل المثال كانت هناك عروضاً لأنظمة ليدار التى تم تطويرها لتصبح أقل كلفة فى الإنتاج، وأنظمة ليدار هى أنظمة الحساسات والاستشعار أو الرؤية المحيطة التى تستخدمها شركات السيارات فى تطوير السيارات ذاتية القيادة وتعد هى المكون الأساسى لأى سيارة ذاتية القيادة، ولكن لا يقوم المستهلك باستخدامها مباشرة لذا فتلك العروض الهدف منها عرض التطور التقنى فى المجالات الداعمة لصناعة السيارات بشكل عام. من الأنظمة الأخرى التى كان لها تواجد كبير فى CES هذا العام هى أنظمة الطاقة الشمسية والتكامل بين أنظمة الدفع الرقمية والسيارات والنظارات الذكية .

التقنيات لم تكن الفئة الوحيدة من عروض شركات السيارات فى CES بل كانت هناك سيارات ونماذج اختبارية مميزة تم الكشف عنها فى CES وقد وصلت بعض الشركات إلى الحد الذى قامت فيه بتطوير تلك النماذج خصيصاً من أجل المشاركة فى المعرض. ومن أبرز السيارات التى تم الكشف عنها فى المعرض هذا العام كانت النموذج الاختبارى لشركة سونى وهو نموذج Vision-S لسيارة رياضية كهربائية بالكامل والذى جاء كمفاجأة للكثير من الزوار والمهتمين بالمعرض، وكان الهدف منها هو عرض ما يمكن أن توفره الشركة كمنصة للسيارات الكهربائية المتصلة والمكونة من البطاريات والحساسات وأنظمة الترفيه والتواصل. قامت شركة فيسكر بعرض السيارة من نمط SUV وهى طراز Ocean والتى من المقرر أن يبدأ إنتاجها فى ٢٠٢١ والتى تنافس مباشرة مع سيارات تيسلا الكهربائية الأمريكية، وتأتى مزودة بحزمة بطاريات كبيرة توفر مدى واسع يصل إلى ٤٨٠ كيلومتر. وعلى الرغم من أنها لم تقدم سيارة أو نموذج اختبارى لسيارة فإن هيونداى كشفت عن نموذج مبتكر فى CES وهو نموذج لطائرة نقل الركاب S-A1 والذى تم تطويره بالتعاون مع أوبر كنموذج لتاكسى طائر يمكن استخدامه فى المدن الحضرية لتوفير بديل نظيف وأكثر سرعة وكفاءة عن السيارات. أما مرسيدس بنز فقد قدمت مجموعة من التقنيات البايومترية فى النموذج الاختبارى Vision AVTR والمستوحى من فيلم الخيال العملى أفاتار، وتقدم السيارة المستقبلية تخيلاً لما يمكن أن تكون عليه السيارة إذا ما تم التكامل بينها وبين الإنسان بشكل عميق وتقوم بقراءة البيانات البايومترية من جسم الإنسان ودمجها فى استخدام السيارة، وهو بالطبع نموذج يبتعد قليلاً عن الواقع وليس من المتوقع أن يتم إنتاجه فى صورة تسويقية. حتى صناع السيارات التقليدية الأمريكية أمثال چيپ وجدوا لأنفسهم موقعاً فى CES حيث قامت چيپ بعرض 4xe وهو نظام هجين جديد قامت الشركة بتطويره استعداداً لطرح نماذج هجينة من تشكيلتها الحالية فى وقت لاحق من العام، وستبدأ بطرح نسخة 4xe من سيارة Wrangler فى شكلها التسويقى فى معرض جنيف فى مارس المقبل قبل طرح كل من Compass و Renegade بعد ذلك فى ابريل.