انسحب عدد من أهالى شهداء «ماسبيرو» من حفل التكريم الذى أقامتة لجنة الإغاثة بنقابة الأطباء، الأحد، لتسليمهم مساعدات مالية، وسماعات أذن، بلغت قيمتها مليونا و200 ألف جنيه، احتجاجا على عدم قيام الدكتور صلاح الدسوقى، أمين عام اللجنة، عضو جماعة «الإخوان المسلمين»، بنطق لفظ «الشهداء».
شهد الحفل، الذى بدأ بقراءة القرآن الكريم، ثم عدد من الخطب الدينية، بكاء عدد من أمهات الشهداء، ومشادات كلامية بين الأهالى وأعضاء مجلس النقابة، الذي تسيطر جماعة «الإخوان المسلمين» على غالبية مقاعده، الأمر الذى أدى إلى امتناع عدد من الأهالي عن الصعود إلى منصة التكريم وتسلم الشهادات، وقام أحدهم بتسلمها وتوزيعها عليهم فى «بهو» النقابة، خارج قاعة الحفل.
وأشار الأهالي إلى أنهم لم يأتوا للاحتفال، لكن لمعرفة موقف نقابة الأطباء من الأطباء الشرعيين، الذين قاموا بكتابة تقارير «تنافى الحقيقة»، على حد قولهم.
وقال طلعت فهيم جاب الله، أحد أهالي الشهداء، الذين انسحبوا من حفل التكريم، لـ«المصري اليوم» إن «انسحاب الأهالى جاء اعتراضاً على عدم قيام الدكتور صلاح الدسوقى، بنطق لفظ الشهداء، على شباب الأقباط الذى تم دهسه بمدرعات الجيش وقتل أمام مبنى التليفزيون خلال الاشتباكات الدامية التى وقعت 9 أكتوبر الماضى»، مشيراً إلى أن «شهداء ماسبيرو خرجوا للدفاع عن الوطن والدين، ويستحقون إطلاق عليهم لفظ شهيد، ولا يقلون شيئاً عن شهداء محمد محمود أو أحداث الثورة أو مجلس الوزراء».
وقال جان جرجس، أحد الأهالى، إن أعضاء النقابة «لم ينطقوا لفظ شهيد، الأمر الذى أثار الأهالى وأدى إلى اعتراضهم على الصعود إلى المنصة لتسلم الشهادات».
وأضاف: «أتينا اليوم ليس للتكريم وتسلم أموال، لكن لسؤال نقابة الأطباء عما فعلت تجاه الأطباء الشرعيين الذين قاموا بكتابة تقارير مغلوطة عن أبنائنا»، مطالباً بالإفراج الفورى عن الرئيس السابق حسنى مبارك، وحبيب العادلى، ومحاكمة أعضاء المجلس العسكري، قائلاً: «أخي تم قتله برصاص حى، ودهسه تحت عجلات مدرعة الجيش، وهو ما لم يفعله مبارك أيام حكمه».
وقال جورج مسعد، الابن الأكبر للشهيد مسعد مهنى، إن «شباب الأقباط تم قتله خلال الأحداث، ولم نجد سيارة إسعاف واحدة لنقلهم إلى المستشفيات فى ظل غياب تام لوزارة الصحة ونقابة الأطباء»، مشيراً إلى أن «الشباب خرجوا للدفاع عن الوطن والثورة، ولم يقوموا برفع أعلام السعودية مثلما فعل البعض خلال جمعة الإسلاميين».
وأكد الدكتور مصطفى الزغبى، المدير الإداري للجنة الإغاثة، أن «نقابة الأطباء قامت بصرف أموال لعدد 440 أسرة شهيد ومعالجة مصابي الثورة»، مشيراً إلى أن «هذه الأموال هى أموال الشعب المصري وتبرعاته للجنة الإغاثة الإنسانية بالنقابة».
وأضاف: «قمنا بدعم المستشفى الميدانى خلال أحداث ماسبيرو ولم نتخل عن الشباب القبطى خلال الأحداث، وعقدنا تعاملات مالية مع مسؤولين بالكنيسة الإنجيلية، ولم ننظر إلى الدين أو العرق أو ما شابه ذلك»، لافتاً إلى أن «نقابة الأطباء ليست جهة حكومية لمطالبتها بما ليس فى وسعها، كما أن جهاز الطب الشرعي لا يخضع لسلطة النقابة».