سؤال متكرر يصل متطوعو معرض الكتاب بصفة شبه دورية على مدار الساعة وهو «فين جناح المؤسسة العربية الحديثة؟!»، إذ واجه مرتادو الدار ذات الشعبية الكبيرة، والتي تنشر عدد من السلاسل ذائعة الصيت بين الناشئين، منها رجل المستقبل، للكاتب نبيل فاروق، وماوراء الطبيعة وفانتازيا وروايات عالمية للجيب، للكاتب الراحل أحمد خالد توفيق، أزمة في الوصول لدار نشرهم الأثيرة، والتي نقلت هذا العام، بعيدًا عن غالبية دور النشر المصرية الخاصة بالصالة الأولى والثانية، إلى الصالة الخامسة بآخر المعرض المخصصة للكتب التعليمية، تفاديًا للزحام، ونتيجة لمحدودية المساحات وكثرة عدد العارضين.
وبحسب أحمد المقدم، ناشر المؤسسة العربية الحديثة، التي تصدر عنها روايات مصرية للجيب، فإن الدار كانت في الدورات السابقة والتي كانت تقام بأرض المعارض بمدينة نصر، تحتفظ لنفسها بموقع معين في هنجر خاص يقصده جمهور الدار وعشاق السلاسل التي تصدر عنها، وتعقد به حفلات التوقيع لكتابها ذوي الشعبية، الأمر الذي تغير في الدورتين الأخيرتين.
ففي حين خصصت للدار العام السابق مساحة يقدرها المقدم بـ ١٦٠ مترًا، فإن المؤسسة العربية الحديثة تقتسم صالة الكتاب التعليمي والتي تقدر مساحتها بـ٤٠٠ متر مع ٤ دور نشر للكتب التعليمية والخارجية، ونصيبها منها ١٠٠ متر فقط، نظرًا لنشر الدار بعض سلاسل الكتب الخارجية (سلاح التلميذ والمعلم).
وفي حين تسيطر على أرفف جناح المؤسسة العربية الحديثة سلاسل رجل المستقبل وماوراء الطبيعة التي يأتي لها زوار المعرض خصيصًا، مقابل أرفف محدودة فقط للكتب الخارجية، إلا أن القائمون على الدار، بحسب أحمد المقدم، حرصوا على عرض إصداراتهم دون استبعاد أي منها بالرغم من ضيق المساحة.
ويعتبر «المقدم» نقل جناح المؤسسة العربية الحديثة أمرًا سيئًا، لاسيما مع ضيق المساحة، واضطراره لتغيير مكان الدار وتقليص المساحة في عامين على التوالي، إذ يحتاج كناشر من ناحية تسويقية بحتة تثبيت مكان الجناح، ليصبح وجهة مألوفة لرواده، فيما يرى أن العارضين يواجهون مشاكل تنظيمية أخرى في عمليات نقل الكتب، لكنهم يتواصلون مع إدارة المعرض لتصحيح المسار أولا بأول وتلافي المشكلات.
وتحايلت المؤسسة العربية الحديثة على مسألة نقل الجناح الخاص بها، وفقا لـ«المقدم»، عن طريق الإعلان على صفحتها الرسمية عن موقع الجناح الجديد وكيفية الوصول إليه، فضلًا عن إعلان كتابها أيضًا عن الأمر على صفحاتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، آملين ألا يؤثر الأمر على المبيعات، وألا يواجه الزوار مشكلة في الوصول للجناح على مدار أيام المعرض.