اختتم وزراء خارجية دول الجوار الليبي اجتماعهم بالعاصمة الجزائرية بحضور وزير الخارجية سامح شكري، استكمالًا لسلسة اجتماعات الدول المجاورة لليبيا لبحث تطورات الأوضاع.
وتناول الاجتماع الوزاري بحث التطورات المُتسارعة على الساحة الليبية، وتبادل الرؤى بين دول الجوار الليبي حول التحرك مُستقبلًا على ضوء نتائج مؤتمر برلين، وسُبل دفع الجهود الجارية للتوصل إلى تسوية شاملة تتناول كافة أوجه الأزمة الليبية، وصولًا إلى استعادة الأمن والاستقرار في ليبيا الشقيقة.
وجاء نص البيان الختامي كالتالي:
- ترأس الاجتماع التشاوري، السيد صبري بوقدوم، وزير الشؤون الخارجية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، بمشاركة وزراء خارجية كل من مصر وتونس وتشاد والنيجر والسودان، إلى جانب مالي، وحضر وزير خارجية جمهورية ألمانيا الفيديرالية، السيد هایکو ماس، لتقديم عرض حول نتائج مؤتمر برلين.
- قدم وزير الشؤون الخارجية الجزائري عرضا حول تطورات الأزمة في ليبيا، في ضوء مخرجات مؤتمر برلين، والتي تعكس موقف الجزائر الثابت منذ بداية الأزمة، ودعواتها المتكررة لحث الفرقاء الليبيين على الانخراط في مسار الحوار السياسي برعاية الأمم المتحدة، للتوصل إلى حل شامل للأزمة، بعيدا عن التدخلات الخارجية.
- أكد الوزراء على الطابع التشاوري الاجتماعات دول الجوار الليبي، واستمرار انعقادها عند الحاجة، وعلى ضرورة إشراك دول جوار ليبيا في أية مساعي دولية لحل الأزمة الليبية، وكذا في آلية المتابعة المنبثقة عن مؤتمر برلين، وعلى أهمية دور الاتحاد الإفريقي في دعم مسار الحل السياسي في ليبيا.
- أعرب الوزراء عن انشغالهم العميق إزاء التطورات الخطيرة التي تشهدها ليبيا وتداعياتها السلبية على أمن واستقرار دول الجوار، وأكدوا على تضامنهم التام مع الشعب الليبي الشقيق.
- أكد الوزراء على ضرورة التزام الأطراف الليبية بوقف إطلاق النار، معربين عن تطلعهم إلى أن يهتدي الأشقاء الليبيون إلى تسوية سلمية الأزمة بلادهم، بعيدا عن أية حلول عسكرية أو تدخلات أجنبية، بما فيها المرتزقة والميليشيات، تمكن من تنظيم انتخابات شفافة تحقق تطلعات الشعب الليبي وتحفظ استقلال ليبيا ووحدتها وسيادتها على کامل أراضيها.
- شدد الوزراء على رفضهم القاطع للإرهاب، وللعنف أيا كان شكله ومصدره، ودعوا الأشقاء الليبيين للعودة إلى المسار السياسي برعاية الأمم المتحدة، في إطار الاتفاق السياسي الليبي وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة.
أكد الوزراء دعمهم للجهود والمبادرات الرامية لإيجاد حل للأزمة الليبية، ولمخرجات مؤتمر برلين الذي كرس الدور المحوري للمبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، غسان سلامة، في تيسير العملية السياسية والمصالحة الشاملة في ليبيا.
شدد الوزراء على الأهمية التي توليها دول الجوار لتأمين حدودها مع ليبيا، وعلى ضرورة التنسيق والتعاون من أجل التصدي لكافة المخاطر التي تهدد أمن واستقرار ليبيا وكافة دول المنطقة، بما فيها الساحل.
أشاد المشاركون بالجهود التي بذلتها الجزائر خلال الفترة التي سبقت انعقاد مؤتمر برلين، والتي تجسدت في زيارات العديد من الوفود رفيعة المستوى إلى الجزائر من بينها وفود ممثلة للأطراف في الأزمة الليبية، كما أشادوا بإعلان الجزائر خلال مؤتمر برلين، عن استعدادها لاحتضان لقاءات بين الأشقاء الليبيين، لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء الليبيين ودعوتهم للعودة إلى طاولة الحوار والتفاوض لإنهاء الأزمة الليبية بما يحفظ وحدة الشعب الليبي وسيادته.
قرر المجتمعون مواصلة التشاور والتنسيق من أجل إبلاغ موقف دول الجوار للمجتمع الدولي، وفي الختام، أعرب الوزراء ورؤساء الوفود عن شكرهم وتقديرهم لرئيس الجمهورية، عبدالمجيد تبون، لتفضله باستقبال الوزراء المشاركين، وما قدمه من رؤية وتوضيحات حول تطورات الملف الليبي وأهمية دول الجوار فيه.