يبدو أن الإعلام المصرى بات مشكلة تتفق الأطراف المعنية على خطورتها وعظم تداعياتها، بالنظر إلى الاتفاق الواضح على أهمية الإعلام وحيوية أدواره واتصالها بمقتضيات الحفاظ على الأمن القومى وصيانته.
ويزعم كاتب هذه السطور أن التوافق النادر على ضرورة إصلاح المجال الإعلامى الوطنى لا يقابله توافق مماثل على سبل الإصلاح، وهو أمر يمكن أن يقود إلى سياسات خاطئة بطبيعة الحال.
ويمكن تفسير سبب عدم التوافق على سبل الإصلاح الواجب انتهاجها بغياب تشخيص دقيق لمشكلات هذا الإعلام من جانب، والانقسام الحاد حول الصورة التى يُراد أن يكون الإعلام الوطنى عليها من جانب آخر.
تعطينا المقاربة الاستراتيجية لمشكلة تتصل بالشأن العام، وتقع فى قلب اهتماماته، طريقة واضحة ومجربة لإنجاز الإصلاح المطلوب، وهى طريقة يمكن أن تتحدد فى إيجاد إجابات ناجعة عن الأسئلة المحددة التالية: ما مشكلات الإعلام الوطنى الحالية وجوانب القصور فى أدائه؟ وما الصورة التى نريد أن يكون إعلامنا الوطنى عليها؟ وكيف نتجاوز هذه المشكلات؟ وكيف نركز عملية الإصلاح لتحقيق الهدف المرجو؟ وما الموارد والجهود والسياسات والتشريعات الواجب الوفاء بها من أجل إدراك هذا الهدف المُشخص سلفاً؟
من جانبى، سأحاول أن أجد إجابة عن السؤال الأول فى السطور التالية. فما المشكلات التى يعانى منها الإعلام الوطنى، وتحد من قدرته على النهوض بأدواره، وتستلزم من الأطراف الفاعلة التحرك فوراً لتجاوزها؟
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.