طائر بجناح وحيد.. شعر د. عزة بدر

كتب: اخبار الثلاثاء 07-01-2020 15:32

وها هنا استوقفته

وبالسلام مددتُ كفى

يتهلل الوجه

يبسط كفيه

لأصابعى

كمفاجأة حُلوة

غَزْل البنات

أقماع سُكَّر

وفرع نعناع

ومشهد من زمن عَبَر

فى ضوء إشارة خضراء

يضحك

النسوة اللائى كن معه

ينظرن قُبعتى وريشة

تُحلق فيها مثل طائر بجناحه الوحيد

لم تلتمس سيقانه أرضا

وى وكأن لمسته بُشرى

طائر حظ

تاجٌ على مفرق شعرها

مُلْكُ امرأةٍ مُخلد

مسَّت بساقها الوحيدة

قطرة ماء فترقرقت

نهرا

ينظرنى بحقيبتى الحمراء

وصندلى الأحمر

هل يعرفها حقيقة؟

أم من خيال لوحةٍ يرسمها وها هى أمامنا تجسدت؟

من هاته الغريبة؟

ناديته

لكن شيئا ما يحدثنى بأنه لم يعرفنى ولا تذكر

لربما تعانقه الغريبةُ

تُقبّله على خده

تعطيه وردة فيعطينا الحَسَك

كأنه يعرفنى من زمن

وقد انحنيتُ للطفه

حتى نبرة صوته

كانت حانية

مؤثرة للغاية

أدرك أن هناك ثم رجلا

أحببته زمنا وكان يشبهه

كم احتضنت كفه

وقبَّلنى

ضوأت الإشارة

عَبَر الجميع

وبقيت وحدى

بقبعة حمراء بريشةٍ

تُحلق فيها مثل طائر بجناحه الوحيد

أخلع خُفىَّ

عدوتُ حافية على الأسفلت

ألم يكن هناك حديقة ولا هنا؟

من قبل

سقيفة فُل

عُشبٌ قبل قليل

وكان يزدهر

ألم تكن هناك أشجار باسقة؟

جُهنمية

حمراء؟

ناديته

لكنه عَبَر

مع النساء اللائى

يرمقننى بدهشةٍ

على الخطوط الفاصلة

بين الحقيقة

وذاكرتى

أسير على الدرب.. تُرى

من هن؟

وكيف شكلن حياته على هذا النحو الغريب؟

لم يعرفنى ولم ير

سوى ظلالهن

حقا ألم يكن هو؟

من أقصد؟

وكيف مشيتُ على هذا الطريق وحدى؟ على خيوط واهية

تفصل بين حقيقتى وذاكرتى

.