كان العلماء المصريون يدرسون كتب أرسطو فى دار الحكمة فى بغداد، ويقرأونها ويترجمونها للخليفة الرشيد. وكان شارلمان وبطانته يحاولون كتابة أسمائهم ويدققون فى الساعة، التى أهداها لهم الخليفة هارون الرشيد. وكان فى بغداد فى عهد المقدر بالله العباسى أكثر من حوالى 800 طبيب. وكان الصيادلة والأطباء فى زمن المأمون والمعتصم، يجتازون امتحانا خاصا. كما كان الخليفة الفاطمى العزيز بالله يرسل المبعوثين لشراء الكتب من جهات مختلفة، حتى كانت مكتبته تحتوى على أكثر من مليون ونصف من المجلدات المخطوطة. وكان إنشاء دار الحكمة فى بغداد فى عصر الرشيد من أهم المعالم الثقافية ثم تبعها دار الحكمة فى القيروان فى تونس فى عهد الأغالبة. أما دار الحكمة فى القاهرة فنشأت فى عهد الفاطميين وترجم العرب الثقافات اليونانية والهندية والفارسية. وكان ثراء المسلمين فى أزهى حضارتهم يقاس بما يمتلكون من كتب مخطوطة وقام سبعون عالم جغرافى من المسلمين برسم خريطة الأرض فى عهد الخليفة المأمون العباسى. هكذا كانت الحضارة المصرية التى يحاول الغرب جاهدًا محوها من عقول وفكر الشباب الحالى.
نصرت عبدالحميد صادق- القاهرة