ناقشت الجلسة الثالثة من مؤتمر الأهرام للطاقة، مستقبل الطاقة المستدام فى مصر وأفريقيا، وأدارها الدكتور الشيخ بيدا مدير قطاع الطاقة بمفوضية الاتحاد الأوربي، وبحضور المهندس أسامة عسران نائب وزير الكهرباء، والدكتور محمد موسي، وكيل أول وزارة الكهرباء، والمحاسب عبد المحسن خلف العضو المتفرغ للموارد البشرية والتدريب بالشركة القابضة لكهرباء مصر، والدكتور محمد الخياط، رئيس هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة، والدكتور محمد عبد الرحمن، المدير التنفيذي لمرفق الكهرباء وحماية المستهلك، وممثل منظمة جيدكو.
أكد المهندس أسامة عسران نائب وزير الكهرباء، أهمية إيجاد حلول لعملية تعزيز أمن واستدامة الطاقة فى مصر وباقي الدول الإفريقية، قائلا: "ونحن فى القرن الواحد والعشرين مازال هناك، نحو 600 مليون مواطن إفريقي، نصف عدد سكان القارة يعانون من عدم وصول الكهرباء وخدمات الطاقة الحديثة، و80% من الشركات الأفريقية بمنطقة جنوب الصحراء من انقطاع الكهرباء، و70% من سكان القارة، وحوالي 900 مليون شخص يعتمدون على طاقة الكتلة الحيوية لتلبية احتياجاتهم، مثل الطهي ما يتسبب فى تلويث الهواء وحدوث 500 ألف حالة وفاة مبكر سنويا".
وأضاف أن إفريقيا تمتلك وفرة من مختلف مصادر الطاقة، لكنها تحتاج إلى الاستثمار بكثافة فى كافة مجالات البنية التحتية، حتى تستطيع مواصلة النمو، والسوق الافريقية سوق واعدة، لكنه لم يتم استغلالها حتى الان بسبب التحديات الموجودة بالقارة على رأسها نقص التمويل وانخفاض مشاركة القطاع الخاص، ارتفاع تكلفة الاستثمار، انخفاض الكفاءات، عدم كفاية الاطر السياسية والقانونية، ضعف اسواق الطاقة، وضعف البنية التحتية لشبكات نقل ، وهو ما نجحت فىه مصر والتغلب على مثل تلك التحديات.
وذكر "عسران" أن هناك العديد من المبادرات للترويج لمشروعات الطاقة المتجددة والتنمية المستدامة فى أفريقيا، ويتبني الاتحاد الأفريقي برنامجا طموحا حتى عام 2040 لتنمية البنية التحتية فى افريقيا، مشيرا إلي أن المبادرة التى اعلنها الرئيس عبد الفتاح السيسي فى اجتماع مؤتمر الاطراف ال12 فى باريس عام 2015، نجحت فى تحقيق المرحلة الاولي ، وتم بالفعل تبني عدد206 مشروعطاقة متجددة بحوالي 10 جيجاوات قبل الموعد المحدد باكثر من عام، بمساهمة من شركاء النجاح، بقيمة 6.5 مليار يورو.
وقال الدكتور محمد موسي، وكيل أول وزارة الكهرباء، إن مصر أنجزت الكثير خلال لرئاستها للاتحاد الافريقي 2019 فى مجالات التعاون مع أفريقيا بمجال الكهرباء والطاقة الجديدة والمتجددة، فعلي صعيد التعاون الثنائي، فتم عمل برنامج سنوي للتدريب للدول الأفريقية، وتم تدريب أكثر من 8000 آلاف شخص.
وأضاف أن هناك تعاونا فى المشروعات وبدأنا مع جزر القمر ونعمل حاليا مع الكونغو، ، وسنبدا ورشة المحولات فى بوروندي، لافتا إلي أن هناك أهمية لمشروعات الربط الكهربائي مع دول القارة الأفريقي.
ولفت موسي إلي أن هناك قناعة لدي القيادة السياسية، ومن قطاع الكهرباء، بأهمية مساعدة دول أفريقيا فى مجال الكهرباء، ومساعدة العديدمن الدول الأفريقية فى تحديات الكهرباء، فهناك بعض الدول نجد أن سعر الطاقة من الرياح تكلفته عالية جدا، ومن ثم كان هناك تكليفا رئاسية بالتعاون معهم فى هذا المجال.
بدوره، قال المحاسب عبد المحسن خلف العضو المتفرغ للموارد البشرية والتدريب بالشركة القابضة لكهرباء مصر، إن الاستثمار فى العنصر البشري، هو أهم القنوات التى تدعم أطر التعاون بين مصر وأفريقيا، مضيفا أن هناك العديدمن برامج التدريب للشباب، ولدينا 22 مركز تدريب، ايمانا بأن الاستثمارفى رأس المال البشري هو قاطرة التنمية، وعلى استعداد لزيادة التعاون مع كل البلدان الأفريقية.
وأكد الدكتور محمد الخياط، رئيس هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة، أن هناك أربعة أو خمسة محاور لاستدامة مستقبل الطاقة الجديدة والمتجددة فى مصر وأفريقيا، الأول يتمثل فى بيئة سياسية آمنة، والثاني فى التشريعات، حيث صدر فى ديسمبر2014 القانون 203 الخااص بالطاقة الجديدةة والمتجددة، وتم تحديد الأدوار، وأنماط العمل وتنوع الاستثمارات.
ولفت إلي أن العنصر الثالث يتمثل فى البنية التحتية وتهيأة شبكات النقل، والتوزيع، وفى مصر نجد أن ما تم انفاقه على شبكات النقل يفوق ما تم انفاقه من قبل، وشهت شبكة الطرق نقلة خلال الاربع أعوام الماضية، والعتصر الرابع يتمثل فى الكوادر البشرية، وكيفية الاستفادة منها ونقلها إلي دول الجوار، أما المحور الخامس، فيتمثل فى تكاتف المؤسسات والمنظمات الجماعية، لتحقيق تلك الأهداف.
من جانبه، قال الدكتور محمد عبد الرحمن، المدير التنفيذي لمرفق الكهرباء وحماية المستهلك، أن مصر ملتزمة بكل العقوجد الاستثمارية فى مجالات الطاقة والكهرباء، وهو التزام لمسناه من خلال المشاركة فى الفعاليات الخارجية.
وأضاف أن هناك تحديات لكل الشركات العاملة فى المجال وهو مجابهة التكنولوجيا الحديثة، والقطاع الخاص له دور كبير فى ذلك.
وقال المهندس محمود النقيب ، العضو المتفرغ للشركة القابضة لكهرباء مصر، إن الموارد فى أفريقيا ، أكثر من أي قارة أخري، لكنها غير مستغلة، وهناك سوء استخدام وسيطرة من جانبشركات بعينها.
وشدد على أهمية أن يكون هناك اجراءات لاستغلال تلك الموارد، وفى مصر رغم وفرة الطاقة إلا أنه لا توسع فى المصانع كثيفة الاستخدام والتى تعمل علي تشغيل عمالة اكبر، ولابد من العمل سريعا لعمل محطات تحلية، من أجل مواجهة الفقر المائي تحسبا للمستقبل.
وأثني الدكتور الشيخ بيدا مدير قطاع الطاقة بمفوضية الاتحاد الإفريقي، على الحضور الذين أثروا الجلسة بخطوات أساسية ومطلوبة لتحقيق النمو المستدام فى القارة، ووجه الشكر لمؤسسة الأهرام على النجاح للدورة الثالثة فى مؤتمر الأهرام للطاقة، متمنيا دوام التقدم والتوفيق.