حذر خبراء اقتصاد وأسواق مال من تسبب تخلف الولايات المتحدة الأمريكية عن سداد ديونها بحلول الثانى من أغسطس المقبل فى حدوث أزمة اقتصادية عالمية طاحنة تطيح بغالبية أسواق المال فى العالم، وتدفع الذهب إلى الارتفاع بمعدلات غير مسبوقة كملاذ آمن للادخار.
قال الدكتور أحمد عبدالحافظ معين، خبير أسواق المال أستاذ الاقتصاد بجامعة 6 أكتوبر، إنه إذا لم تتوصل الإدارة الأمريكية والكونجرس إلى اتفاق بشأن رفع سقف الديون، فإن ذلك سيدفع أمريكا للعجز عن الوفاء بالتزاماتها وخفض تصنيفها الائتمانى ورفع أسعار الفائدة، ما يصيب أسواق المال فى العالم والمنطقة العربية، خاصة مصر، بأزمة طاحنة.
وأضاف «معين» فى تصريحات لـ«المصرى اليوم» أن البورصة المصرية تعانى بالأساس من أزمة، نتيجة ارتباك الوضع السياسى والاقتصادى محلياً واتجاه الأجانب للبيع بشكل ملحوظ، وأن حدوث أزمة عالمية سيزيد معدلات الخروج من السوق بشكل أكبر. وتابع أن خروج الأجانب من السوق سيزيد الطلب على الدولار، ما يرفع أسعاره ويضع البنك المركزى فى مأزق، متوقعاً تسجيل الذهب قفزات غير مسبوقة باعتباره ملاذاً آمناً للادخار فى هذه الفترات، ليصل إلى 2000 دولار للأوقية، مقارنة بنحو 1602 فى المعاملات العالمية خلال الأيام الماضية. وقال محمد عبدالرحيم، محلل مالى، إن بوادر اقتراب النظام المالى العالمى من أزمة جديدة، دفعت الأجانب للبيع على مدار الجلسات السابقة، مشيراً إلى أن هذا العامل سيزيد ارتباك سوق المال المصرية، التى تواجه اضطرابات السياسة داخلياً.
من جانبه، بذل الكونجرس الأمريكى جهوداً مضنية، أمس، للتوصل لاتفاق بشأن العجز وطمأنة المستثمرين قبل فتح الأسواق الآسيوية، بإمكانية تفادى تخلف الولايات المتحدة عن سداد الديون والحفاظ على تصنيفها الائتمانى. وطلب الرئيس الأمريكى باراك أوباما من المشرعين فى اجتماع طارئ بالبيت الأبيض، التوصل لإيجاد حلول لرفع سقف الاقتراض البالغ 14.3 تريليون دولار ما يسمح لأكبر اقتصاد فى العالم بسداد مستحقات مالية إلى ما بعد نوفمبر المقبل.