مع اقتراب نهاية عام 2019 وحلول 2020 وبداية العقد الثالث من القرن الحادي والعشرين، استعرض الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، عبر موقعه الرسمي أبرز 10 أحداث شهدها عالم كرة القدم خلال العقد المنتهي «2010-2019».
وشهد العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين تغييرات كبيرة في عالم الساحرة المستديرة، وبحسب الموقع الرسمي لـ«فيفا» جاءت أبرز 10 لحظات في أخر 10 سنوات كالتالي:
نصف نهائي في متناول اليد
2 يوليو 2010، جوهانسبرج: أوروجواي- غانا (1-1، 4-2 بركلات الترجيح)
في الدور ربع النهائي ضد أوروجواي، كانت غانا في طريقها إلى أن تصبح أول منتخب أفريقي يصل إلى المربع الذهبي في العرس العالمي. مدفوعة بتشجيعات الجماهير الجنوب أفريقية وآلات «الفوفوزيلا»، افتتحت كتيبة النجوم السوداء باب التسجيل عن طريق سولي مونتاري. ثم عادل دييجو فورلان النتيجة لتتجه المباراة إلى الوقت الإضافي. وكان المنتخبان يسيران بخطى ثابتة نحو ركلات الترجيح عندما صدّ لويس سواريز كرة بيده، على خط المرمى، إثر تسديدة غانية. بطاقة حمراء وركلة جزاء في الدقيقة 121، كان أسامواه جيان قريباً من قيادة غانا إلى الدور نصف النهائي... لكن الكرة ارتطمت بالعارضة. تبخرت حظوظ غانا، وفازت لا سيليستي بركلات الترجيح.
إنييستا يقود إسبانيا للمجد العالمي
11 يوليو 2010، جوهانسبرج: هولندا- إسبانيا (0-1 في الوقت الإضافي)
إذا كان قد سبق للمنتخب الهولندي خوض مباراتين نهائيتين في نسختي 1974 و1978، فقد كانت لحظة غير مسبوقة في تاريخ كتيبة لاروخا، على الرغم من أنها كانت حاملة اللقب الأوروبي. وفي مباراة متكافئة، كان المدافعون يظهرون علو كعبهم أمام المهاجمين. وفي الدقيقة 116، إثر تمريرة من فرناندو توريس، تم إبعاد الكرة بشكل سيء من قبل الدفاع الهولندي. قطع سيسك فابريجاس الكرة، ومرّرها لزميله أندريس إنييستا. استلم لاعب برشلونة الكرة ليسددها بقوة على الطائر في شباك الخصم. خلع قميصه ليحتفل بالهدف، وتوّجت أسبانيا بطلة للعالم لأول مرة في تاريخها.
بزوغ نجم الناديشيكو
17 يوليو 2011، فرانكفورت: اليابان- الولايات المتحدة الأمريكية (2-2 في الوقت الإضافي؛ 3-1 بركلات الترجيح)
كان الأمريكيات قد تُوّجن بنسختين من النسخ الثلاث الأولى، في عامي 1991 و1999، لكنهن سقطن مرّتين توالياً في الدور نصف النهائي. في ألمانيا، نجح الجيل الذي كان يجمع بين تجربة آبي وامباك وهوب سولو وكريستيان رامبون وشباب أليكس مورجان وتوبين هيث وميجان رابينوي في بلوغ المباراة النهائية. كان المنتخب الأمريكي في مواجهة نظيره الياباني الذي لم يتخط الدور الأول منذ عام 1995، ولكنه نجح للتو في إقصاء ألمانيا والسويد توالياً. كانت التجربة تصبّ في مصلحة بنات العم سام اللائي تقدمن مرتين في النتيجة، بفضل مورجان ووامباك في الشوط الثاني ثم في الوقت الإضافي، لكن في كل مرة كانت كتيبة الناديشيكو تعود في النتيجة بفضل آيا مياما ثم هوماري سوا في الدقيقة 117. تحولت سلسلة ركلات الترجيح إلى كابوس بالنسبة للمرشحات بعدما أهدرت كل من شانون بوكس وكارلي لويد وهيث ركلاتهن، في حين لم تتردد ساكي كوماجاي في هزّ الشباك ومنح اللقب العالمي لليابان.
من «الماراكانازو» إلى «المينيرازو»
8 يوليو 2014، بيلو هوريزونتي: البرازيل- ألمانيا (1ـ7)
كانت البرازيل تستعد، على أرضها، لخوض نصف نهائي كأس العالم للمرة الأولى منذ 12 عاماً. وحتى في ظل غياب نيمار المصاب وتياجو سيلفا الموقوف، كان البلد بأكمله لا ينتظر شيئاً آخر غير التأهل. هطلت أمطار غزيرة قبل أن يدخل الفريقان إلى أرض الملعب، لكن الطوفان الحقيقي جاء بعد صافرة البداية. فبعد مرور 11 دقيقة فقط، افتتح توماس مولر باب التسجيل، ثم تلتها أطول 10 دقائق في تاريخ السيليساو. حيث زار كل من ميروسلاف كلوزه وتوني كروس (مرتين) وسامي خضيرة الشباك الواحد تلو الآخر، ليتأخر البرازيليون بنتيجة 5-0 بعد نصف ساعة فقط من اللعب. ثم ختم أندريه شورله مهرجان الأهداف بتوقيعه على هدفين في الشوط الثاني، وهدف أوسكار في الوقت بدل الضائع لم يغير شيئاً: تعرّض البرازيليون لأكبر هزيمة في تاريخهم.
وافد جديد غير مروض
8 يونيو 2015، فانكوفر: الكاميرون- الإكوادور (6-0)
شاركت الكاميرون في كندا للمرة الأولى في نهائيات كأس العالم للسيدات. وفي أول ظهور لها ضد الإكوادور، ستعيش اللبؤات غير المروضات حلماً حقيقياً. هزّت كل من مادلين نجونو ماني وجايل إنجانامويت والقائدة كريستين ماني الشباك في الشوط الأول. ثم ختم هدف جابرييل أونكوين وهدفين آخرين لإنجانامويت المهرجان التهديفي للممثل الأفريقي. كان أكبر انتصار في تاريخ وافد جديد على مسابقة كأس العالم للسيدات، قبل أن تهزم سويسرا لتتأهل إلى الدور ثمن النهائي، حيث كلفتها قلة الخبرة غالياً أمام الصين (0-1). بيد أن اللبؤات تركن بصمتهنّ على المنافسة.
ثأر الأمريكيات
5 يوليو 2015، فانكوفر: الولايات المتحدة- اليابان (5-2)
لقاء بعد طول انتظار! واجه المنتخب الأمريكي نظيره الياباني في نهائي كندا 2015 بعين على الثأر من النسخة السابقة. ولكن المباراة باحت بكل أسرارها في أقل من 20 دقيقة، وأساساً بفضل موهبة لاعبة واحدة. هزّت كارلي لويد الشباك أولاً إثر ركلة ركنية، ثم ضاعفت النتيجة بركلة حرة. وسّعا لورين هوليداي الفارق إلى 3-0 قبل أن تأتي التحفة الحقيقية للبطولة: لاحظت لويد تقدّم حارسة المرمى اليابانية، أيومي كايهوري، وسددت الكرة من منتصف الملعب. هكذا، سجّلت هدفاً رائعاً، وثلاثية في نهائي كأس العالم، ووسّعت الفارق إلى أربعة أهداف بعد مرور 16 دقيقة فقط. في نهاية المطاف، سقطت كتيبة الناديشيكو بنتيجة 5-2، وفازت بنات العم سام باللقب الثالث، رقم قياسي في المسابقة.
هدف يقلب كل الموازين
30 يونيو 2018، كازان: فرنسا- الأرجنتين (4-3)
كان من الصعب اختيار مرشح في ثمن نهائي روسيا 2018 بين كتيبتي الديوك ولا ألبيسيليستي، وبدا أن ركلة الجزاء التي نفذها أنطوان جريزمان بعد عرقلة كيليان مبابي رجّحت كفة الفرنسيين، لكن الأرجنتينيين حققوا التعادل بفضل هدف جميل من آنخيل دي ماريا، بل وحتى تقدموا في النتيجة بهدف جابرييل ميركادو، قبل أن يخترق لوكاس هرنانديز دفاعات الخصم على الجانب الأيسر ليرسل تمريرة إلى منطقة الجزاء. مرّت الكرة فوق الجميع لتسقط أمام الظهير الفرنسي الآخر، بنجامين بافارد، الذي سددها بشكل رائع على الطائر. وبفضل هذا الهدف الذي اختير لاحقاً الأفضل في البطولة، انتعتشت آمال الفرنسيين، قبل أن يخطف مبابي الأضواء بهدفين ويهدي التأهل لمنتخب بلاده، على الرغم من تقليص سيرجيو أجويرو الفارق في الوقت الإضافي. وبعد ذلك، لم تنجح منتخبات أوروجواي وبلجيكا وكرواتيا في حرمان فرنسا من نجمتها الثانية.
ريمونتادا مثيرة
2 يوليو 2018، روستوف: بلجيكا- اليابان (3-2)
منذ عام 1970، عندما فازت ألمانيا على إنجلترا 3-2 في دور الثمانية، لم يتمكن أي فريق من قلب تخلفه بهدفين في مباراة في مراحل خروج المغلوب في النهائيات العالمية. وهذا هو الإنجاز الذي ستحققه بلجيكا. سجل جينكي هاراجوتشي وتاكاشي إينوي هدفين بعد بداية الشوط الثاني، وكان اليابانيون في طريقهم لبلوغ الدور ربع النهائي لأول مرة في تاريخهم. لكن الشياطين الحمر كان لديهم رأي آخر. قلّص جان فيرتونخين الفارق برأسية في الدقيقة 69، وعادل مروان فيلايني الكفّة، بنفس الطريقة، بعد خمس دقائق. وفي الدقيقة 94، حصلت اليابان على ركلة ركنية وفرصة كانت تبدو الأخيرة لتحقيق التأهل، لكن تيبو كورتوا صدّ الكرة وأطلق هجمة مضادة مثالية ختمها بنجاح ناصر الشادلي. هكذا قلب البلجيكيون تخلفهم وتأهلوا للدور ربع النهائي، حيث سيتغلبون على البرازيل قبل أن يسقطوا أمام فرنسا في الدور نصف النهائي ثم يعانقون الميدالية البرونزية الأولى في تاريخهم.
مباراة جميع الأرقام القياسية
11 يونيو 2019، رانس: الولايات المتحدة- تايلاند (13-0)
حطّت الأمريكيات الرحال في فرنسا بنيّة الاحتفاظ بلقبهنّ العالمي. وفي مباراتهنّ الأولى، واجهن منتخب تايلاند المتواضع. قاومت الآسيويون قدر المستطاع وتلقت شباكهنّ ثلاثة أهداف «فقط» في الشوط الأول، لكنهن سيستقبلن عشرة أهداف أخرى في الشوط الثاني. نجحت كل من ليندسي هوران، ميجان رابينوي، مالوري بوج، كارلي لويد، روز لافيل (2) وسامانثا مويز (2) في هزّ الشباك، لكن أفضل أداء كان من نصيب أليكس مورجان. فقد سجلت خمسة أهداف، لتعادل الرقم القياسي لميتشيل أكيرس ضد تايبيه الصينية عام 1991. وكان أيضاً أكبر انتصار في تاريخ المسابقة، واللقاء الأكثر غزارة من حيث الأهداف، والذي شهد أكبر عدد مختلف من الهدافات. وبالتالي، كانت انطلاقة مثالية للأمريكيات اللائي نجحن في التتويج بلقبهنّ الرابع بدون أي هزيمة.
تسليم المشعل
25 يونيو 2019، رين: هولندا- اليابان (2-1)
كان المنتخب الهولندي يسجل مشاركته الثانية فقط في نهائيات كأس العالم للسيدات، لكنه كان مرشحاً بعد تتويجه بلقب كأس أوروبا للسيدات 2017. واجه في الدور ثمن النهائي نظيره الياباني الذي بلغ النهائي في آخر نسختين من النهائيات العالمية. افتتحت ليكي مارتينز باب التسجيل بالكعب في الدقيقة 17، ولكن يوري هاسيجاوا سجل عادلت الكفّة قبل نهاية الشوط الأول بعد هجمة جماعية رائعة. وحظيت كتيبة ناديشيكو بفرصة لحسم المباراة في عدة مناسبات، لكن العارضة وتألق ساري فان فيندنال أنقذا الهولنديات. وعندما كانت المباراة تتجه إلى الوقت بدل الضائع، لمست ساكي كوماجاي الكرة بيدها في منطقة الجزاء. لم تتردد مارتينز في هزّ الشباك وإهداء التأهل لمنتخب بلادها. لم تتمكن اليابانيات من بلوغ نهائي جديد، ليحل محلهنّ الهولنديات اللائي قارعن الأمريكيين لفترة طويلة قبل أن يسقطن بشرف، ليضعن، على الأرجح، أسس مستقبل مشرق.