قال المجلس الأعلى للقوات المسلحة إن الشرطة العسكرية تعاملت مع أحداث العباسية، مساء السبت، بأقصى درجات ضبط النفس، مؤكداً أنها لم تطلق رصاصة واحدة على المتظاهرين، فيما أطلق معتصمو التحرير على الاشتباكات الدامية اسم «موقعة الجمل الثانية»، مطالبين المجلس العسكرى والحكومة بتشكيل لجنة لتقصى الحقائق، وانتقدوا ما سموه «الحياد السلبى» للقوات التى لم تتدخل لوقف الاعتداء على المتظاهرين، واعتبروه «مشاركة فى الاعتداء».
كان ميدان العباسية قد شهد، مساء السبت، اعتداء أعداد من أهالى المنطقة «حسب وصف بعضهم» والبلطجية «حسب وصف المتظاهرين» على المشاركين فى المسيرة، ما أدى لاندلاع اشتباكات أسفرت عن إصابة 308 مواطنين و13 عسكرياً، كما جاء فى بيان وزارة الصحة، إضافة إلى احتراق عدد كبير من السيارات. وقال اللواء حمدى بادين، قائد الشرطة العسكرية، إن القوات المسلحة تولت تأييد وحماية المتظاهرين فى ميدان العباسية باستخدام المدرعات، وأضاف: «أثناء تقدم المسيرة تصدى لهم أفراد اللجان الشعبية بالمنطقة واشتبك الطرفان».
وذكر اللواء محسن مراد، مساعد وزير الداخلية، مدير أمن القاهرة، أن قوات الأمن المركزى التى تواجدى فى الميدان كانت تقف خلف القوات المسلحة، ولم تدخل فى أى مواجهات مع المتظاهرين ولم تحم البلطجية.
فى المقابل، شددت اللجان الشعبية المتواجدة فى التحرير إجراءات دخول وخروج المعتصمين، وشدد الثوار على استمرارهم لحين تحقيق جميع مطالبهم.
ودعت حركات شبابية وثورية إلى تظاهرة مليونية بميدان التحرير، ومحافظات الإسكندرية والسويس وبورسعيد، يوم الجمعة المقبل، تحت اسم «الشرعية الثورية»، فيما سماها آخرون «مليونية موقعة العباسية»، احتجاجاً على ما حدث، واتهم كل من حركة «الثوار الأحرار» و«الجبهة الحرة» للتغيير» الأمن بالتقاعس. ودعا الدكتور على السلمى، نائب رئيس مجلس الوزراء، إلى عدم تشويه الصورة الرائعة لثورة «25 يناير» بالاقتحام والتظاهر غير المدروس، فيما أصدرت 18 حركة وحزباً وائتلافاً بياناً يدين الاعتداءات التى وقعت ضد المتظاهرين فى مسيرتهم إلى المجلس العسكرى.
وتواصلت فى 5 محافظات «الدقهلية والجيزة والمنيا وقنا والأقصر وأسوان» المظاهرات الاحتجاجية، اعتراضاً على بيان المجلس العسكرى الذى يتهم حركة «6 أبريل» بالسعى للوقيعة بين الجيش والشعب.