«مقابل مبلغ يقل عن 10 جنيهات مصرية يمكنك الخضوع لكشف طبى وإجراء تحليلات إذا تطلب الأمر ثم الحصول على الدواء مجاناً».. هذا ما توفره العيادة المصرية فى جوبا لأهالى جنوب السودان - الدولة رقم 193 فى الأمم المتحدة.
تشتهر العيادة المصرية وسط الجنوبيين بشدة، حتى إن غالبيتهم يعلمون مكانها أكثر مما يعرفون مكان السفارة، ويترددون عليها بكثافة، لجودة الخدمة الطبية التى تقدمها، ورمزية ثمنها فى ظل الحالة المادية المتردية لغالبية سكان الجنوب.
يقول الدكتور أحمد عبدالعظيم، مدير عام العيادة، إنه تم افتتاحها منذ 3 سنوات، وإنها أصبحت تحوز شهرة كبيرة للغاية، وتحتوى على 5 تخصصات هى: الأمراض المتوطنة والأطفال والرمد والنساء والمعمل، وذلك بخلاف الصيدلية، ويشرف عليها 5 أطباء.
ويضيف «عبدالعظيم» أن غالبية الفقراء عاجزون عن السفر للخارج لتلقى العلاج، مثلما يقوم بعض الأغنياء بالتوجه إلى الدول المجاورة، وعلى رأسها كينيا وأوغندا، لتلقى خدمة طبية لا تتوافر فى جنوب السودان، مؤكداً أن قرابة 150 - 200 مريض يتلقون العلاج يومياً فى العيادة، وأنه رغم عدم قدرة العديد من الجنوبيين على التحدث باللغة العربية أو الإنجليزية فإن الأطباء المصريين فى العيادة أصبحوا يفهمون السكان المحليين، خاصة فيما يتعلق بالتعبير عن الآلام أو الأمراض.
ويشدد «عبدالعظيم» على أن الأطباء يدركون أن مهمتهم ليست فقط إنسانية طبية ولكن لها جانب سياسى يتعلق بالتواصل بين البلدين، لذا يحرصون على أن يتصرفوا بشكل ممتاز مع المرضى، خاصة أن المرضى يأتون إلى العيادة بناء على السمعة الجيدة للأطباء المصريين والدواء المصرى، وأن العيادة تحرص على ذلك أيضاً.
ويقول «عبدالعظيم» إن ما يميز العيادة المصرية أنها تسعى ليس فقط لتقديم الدواء بل لكسر الدائرة المغلقة التى يقع فيها الكثير من المرضى فى السودان، خاصة فيما يتعلق بالأمراض المتوطنة، حيث يقوم المواطن الجنوبى بممارسات خاطئة تتسبب فى إصابته بأمراض مثل الزهرى أو الملاريا أو غير ذلك، ليتم علاجه ثم يعود مصاباً بنفس المرض بعدها بفترة، لذا تحرص العيادة على تقديم التوعية الصحية وليس الدواء وحده.
ويقول العديد من المرضى إنهم قطعوا مسافات طويلة عبر طرق وعرة وغير ممهدة للوصول للعيادة، فى ظل ما تتمتع به من سمعة جيدة، فضلاً عن نظافتها ورخص ثمن العلاج فيها. وتعانى العيادة مما يعانيه جنوب السودان من سوء حالة البنية التحتية، خاصة فيما يتعلق بغياب الكهرباء والمياه لفترات طويلة.