الإعلام الأمريكي: «ترامب» نال «توبيخًا تاريخيًا».. و«ردوده مكابرة»

كتب: منة خلف الجمعة 20-12-2019 02:21

تصدرت كلمة «عزل» الصفحات الأولى لمعظم صحف الولايات المتحدة الأمريكية، أمس، بعد تصويت تاريخى شهده مجلس النواب الأمريكى «الكونجرس»، على تهمتى استغلال السلطة وعرقلة عمل الكونجرس بحق الرئيس دونالد ترامب، ليصبح بذلك ثالث رئيس في تاريخ الولايات المتحدة يواجه إجراءً رسمياً لعزله.

وقالت مجلة «بولتيكو» إن «الكونجرس» قدم «توبيخًا تاريخيًا» للرئيس الأمريكى، ووصفت رد فعل «ترامب» على التصويت بأنه مكابر ومغرور، وثوران على «تويتر» ومحاولات ملتوية للحشد.

وأشارت الصحيفة إلى أنه على الرغم من أن البيت الأبيض كان حريصًا على الإشارة إلى أن هذا كان مجرد يوم عادى بالنسبة للرئيس، وأن «ترامب» كان مشغولًا بالعمل فقط، إلا أن أداءه على «تويتر» أدحض هذا الادعاء، وأظهر «هوسه باليوم التاريخى»، وأنه من خلال 48 تغريدة أعاد نشرها أو كتبها، لم يخجل «ترامب» من استخدام موقعه المفضل لنشر أفكاره المتمثلة في أن المساءلة اعتداء على أمريكا والديمقراطية والحزب الجمهورى.

وقال الموقع الإلكترونى لقناة «إن. بى. سى» الأمريكية، إن «ترامب» يدفع ثمنا تاريخيًا لإجرائه أمورًا خفية على طريقته، وكتبت القناة في تقريرها: «بينما يصرّ ترامب ومؤيدوه الجمهوريون في مجلس النواب على أنه ضحية مؤامرة من الديمقراطيين، وأنه سيُبرأ من قبل مجلس الشيوخ في يناير المقبل، إلا أنه ستظل هناك علامة سوداء كبيرة بجوار اسمه في دفتر تاريخ الولايات المتحدة، وسيواجه الناخبين في الانتخابات القادمة كونه أحد 3 رؤساء فقط في تاريخ أمريكا واجهوا هذه الوصمة منذ 230 عاما».

وقال الكاتب بصحيفة «واشنطن بوست» هينرى أولسن، إن عملية المساءلة الحزبية ستضيف نارًا على حربنا الأيدولوجية، وكتب: «زاد الديمقراطيون في مجلس النواب من التهديد الحقيقى للديمقراطية الأمريكية».

وأوضح أنه متفق مع انتهاك «ترامب» للقانون بمكالمته الهاتفية مع نظيره الأوكرانى، وهو سبب كاف ومقنع لمساءلة ترامب، ولكننا لا نعيش في أوقات سياسية طبيعية، نحن في السنة الثالثة من هجوم لم يسبق له مثيل من الديمقراطيين على ترامب، حيث يعتقد غالبية الديمقراطيين أنه يجب عزله وإقالته بعد أقل من شهر من توليه منصبه، لا يمكن تفسير مثل هذه النتيجة إلا أن معظم الناخبين الديمقراطيين لا يعتقدون أنه كان يجب أن يتم انتخابه في 2016، وهم ينظرون إلى المساءلة والعزل كعلاج مناسب لمعالجة تلك الانتخابات.

وقال موقع «ذا إنترسيبت» الأمريكى إنه رغم إدانة ترامب، إلا أن عملية المساءلة تشوه صورة أوكرانيا بشكل أو بآخر، حيث اعتبر حلفاء الرئيس وهم يدافعون عن سلوكه، أن أوكرانيا مستنقع فاسد لا يستحق المساعدات الأمريكية، وأشار الموقع إلى حديث الجمهوريين خلال جلسات الاجتماع، حيث ادعوا أن قرار «ترامب» بحجب المساعدات عن أوكرانيا كان تماشيا مع سياسة إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، للقضاء على الفساد في أوكرانيا.

وتناولت شبكة «سى. إن. إن» في تقرير تأثير المساءلة على سياسات ترامب الخارجية، وقالت إن المساءلة ستجعله مشتتا عن وعود خارجية كان أدلى بها بخصوص كوريا الشمالية وتجارب الصواريخ النووية وحملة الضغط على إيران وصفقة القرن في الشرق الأوسط، بالإضافة للاتفاق التجارى بين الولايات المتحدة والصين، وأن الأكثر أهمية بكثير بالنسبة للسياسة الخارجية لترامب هو أن المساءلة تحدث في عام الانتخابات، وهى مصادفة تجعل ظروف ترامب فريدة من نوعها، وستقتل أي احتمال لدخول أمريكا في صراع عسكرى مع إيران أو كوريا الشمالية.