انطلقت فعاليات المؤتمر الدولي السنوي لعلماء الأورام المصريين بالخارج والداخل، الخميس، بعنوان «عودة الطيور المهاجرة»، تحت رعاية وزارة الهجرة ومحافظة الأقصر، خلال الفترة من 18 وحتى 22 ديسمبر الجاري، بمشاركة أكثر من 300 من كبار أساتذة الأورام بالداخل والخارج، بهدف الوصول إلى توصيات محددة للارتقاء بالبحث العلمي، وكيفية إفادة المرضى وشباب الأطباء.
وبعد ساعات من إعلان الرئيس عبدالفتاح السيسي في منتدى شباب العالم إنشاء مركز إقليمي للذكاء الاصطناعي، خصص القائمون على المؤتمر جلسة مطولة لمناقشة سبل استخدام الذكاء الإصطناعي في مجال الاورام والطب، خاصة فيما يتعلق بتشخيص الحالات الجديدة بدقة كبيرة، وأيضا استخدامه في التحليل النسيجي للعينة وتحديد الخصائص البيولوجية.
وقالت الدكتورة ابتسام سعد الدين، أستاذ الأورام بطب قصر العيني، رئيس المؤتمر، إنه تم مناقشة استخدام التقنيات الحديثة في علاج الأورام، وآخر ما توصل إليه العلم في علاج أورام الثدي والقولون والرئة وأمراض الدم وأورام المثانة والبروستاتا والعلاج المناعي والموجه، وأحدث علاج مرض لوكيميا الدم «CAR-T»، إضافة إلى العديد من الموضوعات الأخرى.
أضافت «سعدالدين» أن المؤتمر بدأ كفكرة منذ 4 سنوات، لجذب الأطباء المصريين من الخارج لإفادة الداخل المصري، حيث يعمل الكثير منهم في أماكن رفيعة المستوى علميا في الخارج، ويفدون لمصر لرد الجميل لبلدهم، لكي يصب جهدهم في النهاية لخدمة المريض المصري.
واوضحت الدكتورة ميرفت مطر، أستاذ الأورام، منسق عام المؤتمر، أن المؤتمر يقام بشكل سنوي بمشاركة نخبة كبيرة من علماء الأورام المصريين بالخارج والداخل والجامعات ومراكز الأورام البحثية، ومجموعة شباب الأطباء استمراراً لمسيرة التواصل وتبادل الخبرات والارتقاء بالبحث العلمي، وذلك إيمانا بأهمية التواصل وتبادل الخبرات ودراسة آخر ما توصل له العلم في مجال بحوث الأورام في مختلف المراكز الطبية حول العالم.
أضافت «مطر» أن المؤتمر الدولي يركز على التدخين وعلاقته بسرطان الرئة، وسرطان الثدي وعلاقة الرياضة بالوقاية منه، والتقنيات الحديثة في مجال علاج الأورام، سواء المناعية أو البيولوجية والموجهة والكيماوي، وأنواع الجراحات المختلفة، والتحفظية، وكيفية الاستفادة بالعلاج الإشعاعي.
بدوره، شدد الدكتور حسين خالد، وزير التعليم العالي الأسبق، رئيس لجنة أخلاقيات البحث العلمي بالمجلس الأعلى للجامعات، على أهمية استخدام الذكاء الاصطناعي في مجال الاورام والطب، ما يساهم كثيرا في تحييد الخطأ البشري ومناظرة الكثير من المرضى والمساعدة في تشخيص الحالات الجديدة بدقة وسرعة كبيرة، مشيرا ان هناك العديد من الدراسات والبحوث التي تجرى حالي في هذا الشأن، كما يتم استخدام تلك التقنيه في معهد الاورام حاليا ولكن على نطاق محدود.
أضاف «خالد» أن هناك قانون ينظم الأبحاث الطبية في مصر، ويجري الأن تعديلات عليه لمنع آية تجاوزات من غير الملمين بكافة الجوانب، ووضع ضوابط لأخلاقيات البحث العلمي، ودار حوار مجتمعي الفترة الأخيرة حول تعديلات القانون، وتشكلت لجنة لإعادة النظر بشكل شامل في القانون، وهو الآن في مجلس النواب، حيث أرسل إليه من رئاسة الجمهورية، مشيرا إلى أن مصر في المرتبة الثالثة والأربعين عالميا في مجال البحث العلمي، وتحتاج لتعاون كافة الجهات للقفز نحو المستويات الأعلى.
تابع «خالد»: «يوجد ١٢٨ حالة إصابة جديدة بالسرطان سنويا بين كل ١٠٠ ألف مصري، ومن ٥ إلى ٨% من حالات الإصابة بالسرطان في مصر هي من بين الأطفال»، مطالبا وزارة الصحة بإعادة تفعيل عمل السجل القومي للأورام، مشيرا إلى أن سرطاني الكبد والمثانة البولية هي أكثر ما يصيب الرجال، أما السيدات فيواجهن سرطان الثدي بشكل أكبر شيوعا.
من جهته، أكد محمد عبدالقادر خيري، نائب محافظ الأقصر، أهمية مناقشة ودراسة كل ما هو جديد في المجال الطبي وخاصة البحوث العلمية في مجال الأورام نظرا لكونه مرض متشعب متعدد الأبعاد، لذلك لابد من التواصل المستمر وتبادل الخبرات بين الأطباء من مختلف الجنسيات وعبر الأجيال لتحقيق الجودة الصحية المنشودة لمرضى الأورام.