أرجع خبراء سياسيون ما حدث، السبت ، فى أعقاب تحرك مسيرة من ميدان التحرير إلى مقر المجلس العسكرى فى العباسية، إلى ما وصفوه بــ «حالة الفوضى العارمة وغياب الخطوط الفاصلة بين الخطأ والصواب»، محذرين من الدخول فى «نفق التخوين» بعد بيان المجلس العسكرى الذى اتهم فيه حركة شباب 6 أبريل بالوقوف وراء مخطط للوقيعة بين الشعب والجيش.
وقالت الدكتورة أمانى مسعود، أستاذة العلوم السياسية بجامعة القاهرة: «السبب فيما حدث هو الفوضى العارمة التى تمر بها البلاد، وعدم وجود خطوط فاصلة بين الخطأ والصواب»، محذرة من انهيار عملية البناء بعد الثورة. وأكدت «مسعود» أن ما تمر به مصر حاليا هو مراحل متوقعة بعد أى تغيير مفاجئ، إلا أنها شددت على أن الغموض الذى يحيط بالمستقبل هو ما تسبب فى الوصول إلى هذا الجو العام المؤسف. وانتقدت الدخول فى نفق التخوين الذى يضر بكل أطراف اللعبة السياسية، رغم اعتراضها على التحرك تجاه مركز قيادة القوات المسلحة فى العباسية، باعتباره «تحركا غير مفهوم ولا يقع تحت فكرة الاحتجاج»، لافتة إلى أن الحماس والعصبية الزائدة قد يتسببان فى ضياع الثورة.
وطالبت أستاذة العلوم السياسية بطرح رؤية جديدة للبناء تساعد على الخروج من الفوضى، والحفاظ على التغيير الذى جاء بأقل الخسائر ـ على حد قولها.
من جانبه، اعتبر الدكتور وحيد عبدالمجيد، الخبير والمحلل السياسى، أن ضعف الحساسية السياسية لدى المجلس العسكرى والحكومة فى التعامل مع الأوضاع المتوترة، والاختلالات الكثيرة فى إدارة المرحلة الانتقالية هما السبب فى الأحداث المتلاحقة.
وقال «عبدالمجيد» إنه يجب على المجلس العسكرى التمهل فى إصدار مثل هذه الاتهامات، والتعامل مع الوضع بهدوء أكثر، مطالباً بترتيب جديد للأولويات ووضع قضية الشهداء ومصابى الثورة على رأسها. وأكد الدكتور أيمن عبدالوهاب، الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، ضرورة التدقيق فى البيانات والمعلومات، خلال الفترة التى تمر بها البلاد. وفيما يتعلق بحركة 6 أبريل، قال «عبدالوهاب» إن هناك حالة ثورية فى مصر تغلب طابع النضج السياسى، مشدداً على أهمية الحفاظ على مؤسسات الدولة، خاصة مؤسستى الجيش والقضاء. وأضاف «عبدالوهاب»: «إذا كانت هناك معلومات دقيقة عن أى أعمال خارجة تضر بالدولة، يجب إعمال القانون، وعدم الترويج لأى شائعات حتى لا يتفاعل معها الشارع».
الدكتور عماد جاد، الخبير السياسى، لفت إلى أن بيان المجلس العسكرى قد يتسبب فى إطلاق البلطجية والحرامية على المعتصمين فى الميادين، محذراً من خطورة اللعب على هذا الوتر أكثر من اللازم، وانتقد «جاد» ما سماه مبالغة من حركة 6 أبريل فى المطالب واستمرار الاعتصام لفترة أطول مما ينبغى، خاصة بعد أن نجحوا فى تحقيق مطالب كثيرة جيدة، أهمها التعديل الوزارى وعلنية المحاكمات.
وأرجع الدكتور عمرو هاشم ربيع، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، السبب فى المناخ الحالى إلى عدة أشياء أبرزها «بطء المجلس العسكرى فى اتخاذ قرارات تعبر عن حسن النوايا»، بجانب كثرة التنظيمات الثورية التى جعلت الحكومة والمجلس العسكرى فى حالة عدم معرفة «من يمثل من؟» ـ على حد تعبيره ـ ولام «ربيع» على عدم الإسراع فى إنشاء مؤسسات سياسية تكون رقيبة على السلطة التنفيذية ممثلة فى الحكومة، معتبراً ذلك السبب فى تحول المئات والآلاف إلى مراقبين لأداء الحكومة من الميادين.