«هل يمكن أن تندلع حرب جديدة بين إسرائيل ولبنان؟، وما الأسباب الحقيقة وراء الاشتباكات الأخيرة بين الجانبين اللبنانى والإسرائيلى؟، هل يمكن أن تشهد منطقة الشرق الأوسط حربا ثالثة؟، «تساؤلات طرحتها عدد من الصحف البريطانية والأمريكية على صدر صفحاتها الصادرة اليوم الأربعاء، فى محاولة لتوصيف الأوضاع المقبلة فى المنطقة، لوضع تصورات مستقبلية عن الشرق الأوسط خلال الفترة المقبلة».
وقالت صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» إن كلا من حزب الله وإسرائيل يستعدان لحرب جديدة على خلفية المصادمات الحادة على الحدود اللبنانية والإسرائيلية، خاصة أن حرب 2006 لم تنته بشكل حاسم، مضيفة أن حزب الله يعد نفسه بتجنيد وتدريب آلاف من المقاتلين وتجهيز ترسانة كبيرة، فى الوقت الذى تحضر فيه إسرائيل عدتها من خلال أنظمة دفاعية جديدة تحميها من صواريخ حزب الله.
مجلة «تايم» الأمريكية، رأت أنه على الرغم من هدوء الأوضاع الظاهرى فى الشرق الأوسط حتى عقب الاشتباكات الإسرائيلية الأخيرة، التى اعتبرتها المجلة توترا معتادا على الجبهة اللبنانية ـ الإسرائيلية، إلا أن المنطقة ربما تكون على شفا حرب كارثية جديدة، إذ إن الأمر يبدو كأنه «الهدوء الذى يسبق العاصفة».
وأرجعت المجلة، فى تقرير نشرته لمجموعة إدارة الأزمات، اندلاع الحرب المحتملة إلى اختلاف وجهات نظر القوى المتصارعة فى المنطقة تجاه امتلاك الصواريخ، فبينما يرى حزب الله وحليفاه، سوريا وإيران، أن امتلاك الصواريخ يعد قوة لردع إسرائيل وتدميرها، فإن تل أبيب تعتبر استحواذ الحزب على هذه الصواريخ تهديداً لا يمكن التسامح معه.
من ناحيته، تعجب الكاتب البريطانى، روبرت فيسك، خبير شؤون الشرق الأوسط، من الاشتباكات الأخيرة بين الجانبين اللبناني-الإسرائيلى، قائلا: «هل يمكن أن تندلع حرب جديدة فى الشرق الأوسط بسبب شجرة، وهو تقريبا ما حدث».
واعتبر فيسك فى مقاله بصحيفة «إندبندنت» البريطانية، اليوم الأربعاء، أن هذه التساؤل يرمز إلى مدى «الوضع الملتهب» الذى وصلت إليه منطقة الشرق الأوسط فى ظل فقدان الثقة المتبادلة بين العرب والإسرائيليين، والحدود المتوترة فى جنوب لبنان، مشيرا إلى أن هذه الاشتباكات أتت عقب قمة عربية ثلاثية انعقدت فى بيروت مؤخرا، وهجمات صاروخية على حدود الأردن وإسرائيل مع مصر، وتتزامن مع احتمالية خضوع أعضاء من حزب الله لتحقيقات المحكمة الجنائية الدولية بشأن مقتل الحريرى.
وقال الكاتب البريطانى، إن إسرائيل ما لبثت أن ألقت اللوم على الحكومة اللبنانية، محملة إياها مسؤولية هذه الاشتباكات، محذرة من عواقب استمرار مثل هذه الانتهاكات، مضيفا أن العبرة ليست فى «الشجرة» التى اقتلعتها القوات الإسرائيلية وإنما فى أن إسرائيل تريد امتلاك «ملف» من «الحوادث» والمبررات تدعم موقفها قبيل الدخول فى حرب مقبلة مع حزب الله لتحطم البنية التحتية اللبنانية للمرة السادسة خلال 32 سنة.