فى كتابها الصادر عن دار نهضة مصر، روت الإعلامية شافكى المنيرى تفاصيل كثيرة عن حياتها مع رفيق مشوارها الفنان ممدوح عبدالعليم، وكانت تريد فى كل التفاصيل أن تجيب عن سؤال يقول: كيف كان «على البدرى» بطل مسلسل «ليالى الحلمية» يرى الفن ويتصوره؟!.. ولكن تفصيلة عابرة فى سطور معدودة أجابت عن السؤال، ربما دون أن تقصد شافكى أو تدرى!.
قبل التفصيلة التى سأشير إليها حالًا، كانت هى قد اختارت عنوانًا شائقًا للكتاب، وكان العنوان هكذا: «أيام فى بيت المحترم!».
وعلى الغلاف وضعت صورته بارزة، ثم وضعت صورتها خافتة تتوارى من بعيد، وكأنها أرادت أن تقول إنه هو البطل لا هى!.
وكانت قد روت كيف أنها قد تعرفت عليه منتصف التسعينيات فى لندن، عندما كانت تعمل مذيعة على شاشة «إم بى سى».. فوقتها فكرت فى استضافته خلال حفل القناه برأس السنة، لأنها رأت أن نجاحه فى المسلسل الشهير يدعو إلى الاحتفال به مع مطلع عام جديد!.
وحين عاد إلى القاهرة كانت تودعه فى عاصمة الضباب، ولسان حالها يردد بيت الشاعر: وتلفتتْ عينى فمُذ خفيتْ..
عنى الطلولُ تلفت القلبُ!
ولا أعرف ما إذا كانت قد اختارت عنوان كتابها، قبل أن تستطلع رأى عدد من أصدقائه الفنانين فيه، ثم تضع آراءهم على غلاف الكتاب الخلفى، أم أن العكس هو الذى حصل؟!.. غير أن اللافت فى الحالتين أن كلمة «الاحترام» بكل تنويعاتها، قد تكررت فى عبارات الحديث عنه، على ألسنة نجوم كبار عرفوه وعملوا معه، بدءًا من النجمتين يسرا وإلهام شاهين، وانتهاءً بالنجمين محمد رياض وهشام سليم!.
أما التفصيلة العابرة فتقول إن يوسف شاهين رشحه ذات يوم للعمل فى فيلم «الآخر»، ولكنه حين طالع طبيعة الدور راح يعتذر لشاهين، الذى كان الظهور فى أى من أعماله حلم الغالبية من الفنانين!.. وكان اعتذار ممدوح عبدالعليم لأنه لم يكن يرى قيمة يضيفها فى الدور.. والأغرب أن المخرج الراحل ألغى الدور بكامله من الفيلم بمجرد اعتذار صاحبه.. فكأن شاهين كمخرج، كان يرى دورًا لفلان من الفنانين بالذات فى فيلمه الجديد، وكأن فلانًا هذا بالذات أيضًا لم يكن يرى ما يراه له المخرج!.
وكانت تفصيلة من هذا النوع تقول إن الفنان الذى رحل فجأة قبل سنوات، كان يرى الفن الحقيقى أكبر من مجرد الرغبة فى العمل مع مخرج بحجم يوسف شاهين!.. وقد رحل، يرحمه الله، وفى نفسه شىء من جزء سادس من الليالى، لولا أن الأجزاء الخمسة فيها ما ينطق بأن مسلسلًا كان يكتبه أسامة أنور عكاشة، ويخرجه إسماعيل عبد الحافظ، لابد أن يظل يعيش بين الناس!.