مدت يدها بوردة
فتبسم
ماذا بها أفعل؟
كم ارتعشت تلك الوردة حين عادت
إلى مكانها بباقة تفرقت دماء ورودها
وكل بستانى أنكر قطفها
ذوت
لا أحد سيأخذها الآن
فى عروة بذلةٍ
ولا هدية لحبيبةٍ
لا لن يصحبها أحدٌ لبيته
لآنيةٍ خزفيةٍ
لتنعم بالحياة القصيرة
يوما أو بعض يوم
بقطرة ماء
تمد روحها بأسباب العطر
أَبعْد قليل تُساق
إلى مكان مُهْمل
إلى جوار الورق الممزق
وبقية الثمر
وكله معطوبٌ
حقا
قد انتهت رحلتها فى هذا العالم
نعم قد انتهت بلا شك
وهكذا تقول لنفسها
لكنى أخذت كفها مُشوِّكا
لامست عنقها
قبَّلتها
أدفأت ساقها
قالت: الورد دائما
للورد
فقلت: نعم
بل والمصير هو المصير
قالت: لك العمر الطويل
صاحبتى
أما أنا فمِت ساعة أن قُطفت
وما ترينه بقايا روح
الكأس كما ترينه
على العُنق
والساق بشوكها
ولم تزل
والورق الناعم يخْلدُ
بين يديك
فليس لى دقات قلب مثلك
وليس لى مثل عيونك
مرهفة ومبصرة
لم يبق لى سوى قطرات ندى أودعها هنا
بين يديك
أمضى إلى حتفى
إلى مصيرى المجهول
ومثلك يوما ما سأمضى
يا أخت عطرى أقبلى
وفى البياض الواسع
ومثل مشكاة
وفى زجاجة
سوف نضىء للعابرين
فلنا وحتى فى هوامش الحياة متسعٌ
فوق السطور مثل حبر ساحر
نكتب كل ما نريد
وبين أحضان الجداول
حتى فى أعماق الصخور
على صفحات الماء
تبقى معجزة الكلام تشق البحر
لكل من لا يعرفون
بالورد ماذا يفعلون؟
بالأيدى عالقة تريد أن تصافح الجميع
ولا أحد هنا
ولا يدٌ تمتد عبر السور
لتلتقط وردة الكلمات
بين السطور
يا أخت العطر.. يا شقيقة الروح
لنصنع المصائر التى نريدها
تلك الحياة نُحبها
ها نحن نكتبها كأقدارٍ
نصبُ فى كؤوسها نبيذنا
نشرب كأسها
مسحورًا
لأكثر من عمر سنمضى
.