«الطب الوقائى» يرصد انبعاث غازات سامة فى «العكرشة».. وارتفاع المصابين إلى 15

كتب: عبد الحكم الجندي الإثنين 16-01-2012 17:40

أكدت تقارير فنية وجود غازات سامة فى منطقة «العكرشة»، فيما أمرت نيابة الخانكة بتشريح جثث الضحايا الأربعة الذين لقوا مصرعهم إثر استنشاقهم غازات سامة فى قرية «العكرشة» لبيان سبب الوفاة وتشكيل لجنة من خبراء الأدلة الجنائية والطب الوقائى وجهاز شؤون البيئة لفحص الأتربة والمخلفات، لبيان ما بها من غازات سامة، وطلبت سماع شهود الواقعة، كما قررت فى التحقيقات التى أجراها أحمد مرشدى، وكيل النيابة، بإشراف إيهاب قبالى مدير النيابة وأحمد لطفى الديب رئيس النيابة الكلية، سماع بعض السكان عن كيفية إلقاء المخلفات فى نفس المنطقة وطلب تحريات المباحث حول الواقعة.

وارتفع عدد المصابين إلى 15، خرج منهم 9 حالات. وقال هشام الكاشف، رئيس مدينة الخانكة، إن أغلب المسابك الموجودة فى منطقة العكرشة الصناعية عشوائية، وإن بعض مصانع الألومنيوم تلقى مخلفاتها فى أرض فضاء قرب منطقة الحادث، تضعها فى أجولة لكننا لا نعرف مصدر خطورتها، وأن الرواية المبدئية تشير إلى أن المجنى عليهم والمصابين أرادوا ردم أحد المنازل فاستعانوا بلودر وحاولوا رفع أجولة المخلفات لاستغلالها فى الردم وسكبوا عليها كميات من المياه لكنهم فوجئوا بالانفجار والغازات التى انبعثت منها وأصيبوا بالاختناق وبعضهم بالحروق وسط حالة من الذعر بين أهالى المنطقة.

من جانبه، أمر الدكتور عادل زايد، محافظ القليوبية، بحصر كل المسابك والمصانع المخالفة للبيئة فى المنطقة وإعداد تقرير عن مدى ما تمثله هذه المنشآت من خطورة على الصحة العامة.

وأكد الدكتور جمال عبدالناصر، وكيل وزارة الصحة فى القليوبية، أنه تم إسعاف وعلاج المصابين، وأن أغلب الحالات إغماء وحروق فى انحاء الجسم، لافتا إلى أنه تم تحويل المصابين إلى المستشفيات حيث خرج 9 حالات منهم بعد تحسنهم.

وأضاف أن فريق تقصى حقائق من قطاع الشؤون الوقائية والمتوطنة توجه إلى منطقة الكارثة لمعرفة أسباب الحادث، وتبين من نتائج تحاليل معامل الرصد البيئى المبدئية بقياس نسبة الانبعاث وجود نسب مرتفعة من غازات (كبريتيد الهيدروجين - ثانى أكسيد الكبريت - الأمونيا) وترجع أسباب الوفاة والإصابة إلى استنشاق تلك الغازات، كما تقوم الإدارة العامة للرصد البيئى فى وزارة الصحة والسكان حاليا بإجراء باقى الفحوص لمعرفة نوعية المادة التى تفاعلت مع مياه الصرف الصحى وأدت إلى تكوين تلك الغازات، وتم أخذ عينات من المخلفات أيضا لتحليلها ومعرفة المادة التى تفاعلت مع المياه.

وقال مهنى عبدالله، من الأهالى، إن المنطقة تعانى من حصار المخلفات الخطيرة حيث تضم منطقة العكرشة الصناعية عدداً كبيراً من المصانع والورش والمسابك التى لا تعرف أى شىء عن البيئة، وتصدر مخلفاتها الخطيرة للسكان الذين أصبحوا تحت حصار التلوث.

ويشير عبدالملك عوض إلى أن المخلفات السامة التى تبثها هذه المصانع الخطيرة تشكل خطرا بالغا على صحة المواطنين وتهدد بكارثة أخرى من الممكن أن تؤدى إلى مقتل آخرين، وطالب الحكومة بوضع حد سريع لهذه المشكلة الخطيرة التى تنذر بكارثة محققة.