بعد 24 ساعة من تسليم أمين الشرطة محمد السنى نفسه إلى مديرية أمن القاهرة - التقت «المصرى اليوم» أسرته وجيرانه وأهالى المنطقة بجوار قسم شرطة الزاوية لنعرف من هو السنى.
فى البداية قال إبراهيم عبدالمنعم، والد أمين الشرطة الشهير بـ«محمد السنى»، المتهم بقتل 18 شخصا وإصابة 3 آخرين، إن ابنه لم يكن يحمل سلاحا آليا كى يقتل به المتظاهرين أمام القسم وإن تسليحه الشخصى «طبنجة» طلقاتها 9 ملى، وتقارير الطب الشرعى تؤكد أن الرصاص المستخدم فى قتل المتظاهرين من سلاح آلى، وابنى لم يكن صاحب قرار، فهو يعمل بلوكامين فى القسم ويأخذ أوامره من قياداته فى قسم الشرطة، وتعامل مع المتظاهرين من منطلق الدفاع عن نفسه بعد إصابة المأمور وأمينى شرطة.
أضاف الأب: عائلتنا كبيرة ولن تترك ثأر «السنى» إذا حدث له مكروه أو تم تقديمه «كبش فداء»، يكفينا ما فعله الأهالى بنا وإحراق 6 شقق وأشياء أخرى كثيرة ولم نفعل شيئا، لأننا قدرنا ما هم فيه لأنهم فقدوا أولادهم، و«السنى» كان مكلفا بعمل محاضر إجراءات بأوامر من قياداته، فهذه هى طبيعة عمله.
وعن أسباب تسليم «السنى» نفسه قال والده: الأوضاع تغيرت والقضاء بدأ يأخذ وقته قبل إصدار الأحكام، أما فى بداية الثورة فكانت الأحكام تخرج بسرعة لإرضاء الرأى العام، لذلك ضغطنا عليه كى يسلم نفسه خوفا من تفاقم الأحداث فى 25 يناير الجارى.. حاول البعض تسفير ابنى خارج مصر لكننا رفضا وقررنا أن يسلم نفسه أملا فى إظهار الحقيقة، الداخلية كانت تطارده لإلقاء القبض عليه رغم أنه منهم وكان يدافع عنهم وعن نفسه.. طوال مدة هروبه كان رحالة من منزل إلى منزل ومن منطقة إلى منطقة وكنا نتواصل معه عن طريق الموبايل. مدير أمن القاهرة استقبله فى مكتبه ورحب به وقام بترحيله على الفور إلى محكمة شمال القاهرة لإنهاء إجراءات إعادة المحاكمة. وأنهى الأب حواره، مؤكدا أنه إذا كان «السنى» أطلق الرصاص بالفعل على المتظاهرين فإنه فعل ذلك ليدافع عن نفسه وبيته وإذا كان أى شخص مكانه لفعل نفس الشىء.
وقال الجيران فى شارع الشيخ دسوقى إن «السنى» دافع عن نفسه وعن محل عمله عندما شاهد المتظاهرين يحرقون ويضربون، وأنه كان يساعد الجميع وما قيل عن تقاضيه إتاوات من الأهالى نظير إنهاء مصالح أو التغاضى عن تحرير محاضر افتراء. وقال أحدهم ويدعى محمد عمرو: «السنى» قتل المتظاهرين بأوامر من قياداته بالتعامل معهم، بدليل أنه لم يكن بينه وبين المتظاهرين ثأر مسبق والأمر أصبح فجأة واقعا مريرا فتعامل معه.
أما فى منطقة قسم شرطة الزاوية - مقر عمل أمين الشرطة محمد السنى- فقال أحد السكان إن «السنى» قتل المتظاهرين بالفعل وإنه كان يضرب الرصاص فى الرأس والقلب لكنه لم يكن بمفرده، وإنه أخذ أوامره بالتعامل مع المتظاهرين وإطلاق الأعيرة النارية من قياداته فى القسم، وإن قسم شرطة الزاوية معروف بأنه قسم تجارى بمعنى أن كل حركة وورقة تخلص بثمن والدفع واجب النفاذ، وأن 90% من ضباط وأمناء قسم الزاوية شغلتهم الوحيدة أخذ فلوس من المواطنين لتخليص مصالحهم أو عدم تحرير محاضر مخالفات لهم، وأن هناك أسماء كثيرة داخل القسم مازالت تمارس هذه الأعمال ومنهم على سبيل المثال أمين الشرطة «ع .ح» فى تنفيذ الأحكام، يأخذ شهرية من الناس لإخبارهم أن قوة من تنفيذ الأحكام فى الطريق إليهم كى يلوذوا بالفرار، وأن الدنيا تغيرت بالفعل بعد الثورة ولكن هناك قلة داخل الأقسام مغيبة وتعيش فى الماضى تسعى لإفساد الثورة.