اجتمع قادة حلف شمال الأطلسى «ناتو»، في منتجع قرب لندن، الأربعاء، في قمة اتسمت بالحدة، رغم أن الهدف منها كان رأب الصدع ومعالجة الانقسامات حول قضايا الإنفاق والتهديدات المستقبلية، بما في ذلك الصين ودور تركيا في الحلف.
وقال رئيس الوزراء البريطانى، بوريس جونسون، للصحفيين: «أقول بوضوح إن من الأهمية بمكان أن يظل الحلف متماسكا، في إشارة إلى الانقسامات حول التوغل التركى في شمال سوريا، رغم اعتراض حلفاء أنقرة». وتشبث ماكرون بموقفه قائلا في تغريدة على «تويتر» في ساعة متأخرة، مساء أمس الأول: «أثارت تصريحاتى حول حلف الأطلسى بعض ردود الفعل. إننى أتمسك بالتصريحات.هذا عبء نتقاسمه.. لا يمكننا أن نخصص الأموال وندفع الثمن من أرواح جنودنا دون أن نكون واضحين بشأن الأساسيات التي ينبغى أن يستند إليها الحلف».
وتراجعت تركيا عما سبق أن وصفته صحيفة جارديان البريطانية بأنه «ابتزاز» إذ قال «ستولتنبرج» أمس، إن تركيا أسقطت اعتراضها على خطة الحلف لتعزيز الدفاع عن دول البلطيق وبولندا في مواجهة روسيا.
ولكن محاولات رأب الصدع باءت ببعض الفشل إذ انتقد ترامب، رئيس الوزراء الكندى، جاستن ترودو، لإخفاقه في تحقيق هدف إنفاق 2% من الناتج المحلى الإجمالى على الدفاع. ووصف ترامب ترودو بأنه «بوجهين» وذلك بعد تسريب وسائل إعلام بريطانية مقطع فيديو يظهر فيه زعماء الدول وهم يسخرون من ترامب، وظهر ترودو وهو يتحدث ويضحك مع نظيره الهولندى مارك روت، البريطانى بوريس جونسون والرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، أثناء تواجدهما في قصر باكنجهام، فيما قال رئيس وزراء إستونيا جورى راتاس، الذي تعتمد بلاده على الحلف كحصن يوفر لها الحماية من روسيا، إنه واثق من أن الحلف قادر على التغلب على انقساماته.
واجتمع رئيس الوزراء البريطانى، بوريس جونسون، مع ترامب في وقت متأخر أمس الأول، وقال جونسون ردا على سؤال عن تحاشيه التصوير مع ترامب، إنه سيلتقط صورا مع جميع زعماء حلف شمال الأطلسى في وقت لاحق. وترى صحف بريطانية أن جونسون يحاول تجنب الظهور مع ترامب الذي لا يحظى بشعبية في بريطانيا.
كما شهدت فعاليات «ناتو» قمة رباعية، جمعت جونسون، وزعماء ألمانيا وفرنسا وتركيا أمس الأول، لمناقشة الأزمة السورية، وأشار «جونسون» إلى أهمية أن يظل الحلف الذي تقوده الولايات المتحدة متماسكا، واتفق الزعماء الأربعة على ضرورة وقف جميع الهجمات التي تستهدف مدنيين في سوريا، بما في ذلك إدلب، وذلك قبيل قمة «ناتو».
وقال مكتب جونسون، في بيان: إن الزعماء قالوا، «إنهم سيعملون على تهيئة الظروف لعودة اللاجئين على نحو آمن وطوعى ومستدام وعلى ضرورة مكافحة الإرهاب بكل أشكاله» وعبر جونسون وماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورجب طيب أردوغان عن دعمهم لمبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا، غسان سلامة، من أجل المضى قدما في عملية سياسية يقودها الليبيون لإنهاء الصراع في بلادهم.