قال الرئيس السوري، بشار الأسد، إن حرب بلاده ضد الإرهاب لم تنته بعد رغم التقدم الكبير فيها، وإن الإرهاب ما زال موجودا في مناطق الشمال، وإن «الدعم المقدم للإرهابيين ما زال مستمرا من دول الرباعي: تركيا والولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا».
وفي مقابلة مع مجلة «باري ماتش» الفرنسية، ترجمتها وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا»، أضاف «الأسد» أن وجود قوات فرنسية على الأرض السورية دون موافقة حكومتها يعد احتلالاً وشكلاً من أشكال الإرهاب والمطلوب من الحكومة الفرنسية العودة إلى القانون الدولي.
وردًا على سؤال «هل تشعرون أنكم انتصرتم في الحرب؟»، قال الأسد: «لأكون فقط دقيقاً بهذه الكلمة، هي ليست حربي لكي أربحها أو أخسرها، لأن الرواية الغربية حاولت تصويرها بأنها حرب الرئيس الذي يريد أن يبقى في منصبه، هذه هي الرواية، ولكنها حرب وطنية، حرب السوريين ضد الإرهاب».
أضاف: «نحن تقدمنا منذ ذلك الوقت خطوات كبيرة بهذه الحرب، ولكن هذا لا يعني أننا انتصرنا. ننتصر عندما ينتهي الإرهاب. وهو ما زال موجوداً في مناطق في الشمال، والأخطر من ذلك أن الدعم لهذا الإرهاب ما زال مستمرا، من تركيا، ومن الدول الغربية، سواء من الولايات المتحدة أو بريطانيا أو فرنسا بشكل أساسي».
وردًا على «هل تظن حقًا بأن فرنسا مستمرة في دعم الإرهاب؟»، قال «الأسد»: «طبعاً، هم أرسلوا سلاحاً في مراحل سابقة، لا أعرف إذا كان هناك تغير حقيقي في هذا الموضوع في الأشهر الأخيرة أو ربما السنة الأخيرة. لا توجد لدينا معطيات الآن».
أضاف: «دعنا نرَ الأمور في السياق العام، عندما تأتي القوات الفرنسية إلى سورية دون دعوة من الحكومة الشرعية فهذا احتلال، الفرق ليس كبيراً بين دعم الإرهاب والمجيء بالقوات العسكرية لاحتلال بلد، السياق واحد ولكن العناوين تختلف. الفرنسيون أتوا لدعم الأكراد الذين كانوا يقاتلون (داعش)، فهل يمكن لنا أن نرسل قوات سورية لتحارب الإرهاب في فرنسا دون دعوة من الحكومة الفرنسية؟!».
تابع الرئيس السوري قائلًا: «إن ما يحكم تصرفات الدول في العالم هو فقط القانون الدولي وليس النوايا، فلا يكفي أن تكون لديك رغبة في مكافحة الإرهاب، هناك قواعد دولية لمكافحة الإرهاب. طبعاً أنا بهذه الحالة أفترض حسن النوايا، ولكن لا نصدق بأن هناك حسن نوايا. الحكومة السورية كانت تحارب (داعش)، فلماذا لم يتم دعمها؟! ولماذا تحارب الحكومة الفرنسية (داعش) وتدعم (النصرة)؟ وكلاهما (إرهابي)؟!».