أصيب 26 فلسطينيًا في مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلى، صباح أمس، أثناء اقتحام مئات المستوطنين المتطرفين مقام يوسف في مدينة نابلس، وبعد قيام طائرات الاحتلال بشن سلسلة غارات جوية على أهداف في قطاع غزة في وقت متأخر من مساء أمس الأول بزعم الرد على قذيفتين تم إطلاقهما من القطاع باتجاه المستوطنات القريبة.
وتشهد عدة مدن فلسطينية موجة تظاهرات، أمس الأول، احتجاجًا على شرعنة واشنطن للمستوطنات الإسرائيلية.
كانت قوات الاحتلال قد اقتحمت في وقت متأخر من مساء أمس الأول، المنطقة الشرقية من مدينة نابلس، وانتشرت في محيط «قبر يوسف»، وأفاد شهود عيان بأن سيارات عسكرية ترافقها جرافة اقتحمت المنطقة الشرقية من المدينة ومحيط «قبر يوسف»، بالتزامن مع تحليق طائرة استطلاع في الأجواء، تمهيدًا لاقتحام المستوطنين للقبر، ما أدى لاندلاع مواجهات أطلق خلالها جنود الاحتلال الرصاص المعدنى المغلف بالمطاط، وقنابل الغاز المسيل للدموع، وقنابل الصوت.
وذكرت جمعية الهلال الأحمر الفلسطينى، في بيان، أمس، أن طواقمها تعاملت مع الإصابات التي وقعت في محيط المقام، موضحة أن 15 مواطنًا أصيبوا بالرصاص المعدنى المغلف بالمطاط، و11 بالاختناق بالغاز السام المسيل للدموع.
ويقتحم المستوطنون بشكل متكرر «قبر يوسف» الذي كان في السابق مسجدًا ويوجد به ضريح شيخ مسلم يدعى يوسف دويكات قبل أن تقوم سلطات الاحتلال بالسيطرة عليه وتحويله إلى موقع يهودى مقدس بعد احتلال الضفة الغربية في أعقاب حرب 5 يونيو عام 1967، بزعم أن عظام النبى يوسف بن يعقوب مدفونة في المكان، وهى الرواية التي ينفيها علماء الآثار.
في الوقت نفسه، هاجم عشرات المستوطنين سيارات الفلسطينيين على شارع جنين- نابلس شمال الضفة الغربية بالحجارة والزجاجات الفارغة، وأفادت هيئة «مقاومة الجدار والاستيطان»، في بيان، أمس، بتجمهر المستوطنين جنوب جنين في خطوة استفزازية ووجهوا الشتائم للمارة تحت حماية قوات الاحتلال.
وفى الوقت نفسه، ذكرت صحيفة «جيروزاليم بوست» على موقعها الإلكترونى، أن قوات الاحتلال اعتقلت، مساء أمس الأول، 8 فلسطينيين خلال مداهمات بالضفة الغربية، موضحة أن المداهمات قامت بها قوات من الأمن الداخلى وحرس الحدود والشرطة، ولم تذكر الصحيفة ما إذا كان لأى من الموقوفين انتماءات تنظيمية.
وزعم الجيش الإسرائيلى، مساء أمس الأول، أن قذيفتين صاروخيتين أطلقتا من قطاع غزة باتجاه إسرائيل، وقال في بيان، إنه تم اعتراض إحدى القذيفتين ببطارية تابعة لمنظومة الدفاع الصاروخى الإسرائيلى «القبة الحديدية»، فيما أفادت وكالة «فلسطين اليوم» بأن الطيران الحربى الإسرائيلى قصف بالصواريخ، فجر أمس، عددًا من المواقع في قطاع غزة، وأوقع دمارًا وخرابًا في ممتلكات المواطنين.
وأوضحت الوكالة أن طائرة حربية إسرائيلية قصفت بصاروخين موقعًا في حى الزيتون جنوب شرق مدينة غزة، وآخر غرب المدينة، ما أدى إلى تدميرهما وإلحاق أضرار بممتلكات المواطنين المجاورة.
وأضافت الوكالة أن طائرات الاحتلال الإسرائيلى استهدفت موقعًا للمقاومة في خان يونس جنوب قطاع غزة، وأن طائرات الاستطلاع الحربية أطلقت صاروخين صوب موقع «عين جالوت»، ثم قامت طائرة F-16 باستهداف الموقع بـ3 صواريخ، دون وقوع إصابات.
وانطلقت، في وقت سابق من أمس الأول، تظاهرات في مدن فلسطينية، شارك فيها الآلاف تلبية لدعوة السلطة الفلسطينية والفصائل للاحتجاج على إعلان واشنطن الأخير شرعية المستوطنات الإسرائيلية، وسمحت السلطة للموظفين والعاملين في الوزارات بمغادرة أماكن عملهم للمشاركة في التظاهرات.
وفى وسط مدينة رام الله، شارك عدة آلاف في تظاهرة مركزية انضم إليها رئيس الوزراء، محمد إشتية، بالإضافة إلى عدد من السياسيين.
وحمل المشاركون في التظاهرة صور المعتقل سامى أبودياك، الذي تم إعلان وفاته صباح أمس الأول، في عيادة سجن الرملة بعد صراع مع مرض السرطان.
وتوجه المشاركون في المظاهرة إلى المنطقة الشمالية المحاذية لمعسكر بيت إيل شمال المدينة، حيث أغلق الشباب الطريق الرئيسى بالإطارات المشتعلة ورشقوا حجارة باتجاه أفراد الجيش الاسرائيلى، غير أن مواجهات اندلعت بين المتظاهرين الفلسطينيين وجيش الاحتلال الذي أطلق قنابل الغاز والرصاص المطاطى باتجاه المتظاهرين ما أوقع عشرات الإصابات في صفوفهم.
على صعيد متصل، قرر وزير الدفاع الإسرائيلى الجديد، نفتالى بينيت، احتجاز جثامين الشهداء الفلسطينيين وعدم إعادتهم لعائلاتهم، وذلك بعد مناقشات أجراها مع كبار المسؤولين الأمنيين حول ما سماه «مسألة الردع»، واستثنى بعض الحالات التي «ستبقى مرهونة بتقدير بينيت نفسه وفقًا للظروف»، وسيتم جلب هذا القرار الجديد قريبًا للتصويت عليه في المجلس الوزارى الإسرائيلى المصغّر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابنيت)، كجزء من خطوة «ردع» أوسع.