ما بين تقديم أفضل خدمة طبية للأطفال على مستوى الشرق الأوسط، وتحديات كبيرة أهمها التبرعات وسد عجز الأطباء والتمريض، وتوفير نواقص الأدوية، يقف مستشفى أبوالريش الجامعى (اليابانى)، منتظرا «أملا جديدا» للحفاظ عليه وتطويره بعدما قارب على 40 عاما من التشغيل والعمل على أرض القاهرة، لخدمة أطفال مصر بالكامل. دعوة تلقتها «المصرى اليوم» من إدارة المستشفى بعد نشر مقالين حول المستشفى، للزيارة والوقوف على النجاحات والأزمات بشكل أوضح. رضا تام عن الخدمة الطبية، وشكاوى من نقص بعض الأدوية، وتعامل الأمن في العيادات الخارجية، بجانب تجديدات تتماشى وروح العصر للأطفال، ملامح رصدتها «المصرى اليوم» خلال جولتها مع الدكتور شريف الأنورى، نائب مدير المستشفى.
بدأت رحلتنا مع الدكتور شريف الأنورى، في مبنى العيادات الخارجية، التي تستقبل نحو 2000 حالة يوميا في 17 عيادة تخصصية، وهو ما يفوق الطاقة الاستيعابية للعيادات، هذه جاءت من بنى سويف، وتلك من المنوفية، وهذا من سوهاج، وغيرهم من القليوبية والفيوم والبحيرة، محافظات كثيرة ترددت أسماؤها أمام العيادة الخارجية، وجميعها خدمة مجانية.
اخترنا قسم الرمد، حيث يعد القسم الوحيد على مستوى جميع المستشفيات الذي يقدم خدمة طبية لا تؤدى إلا فيه، وبالتالى فالضغط يفوق الطاقة الاستيعابية بالفعل. ما بين ضمور الشبكية، وزرع العدسات، وتأثير الأمراض المختلفة على العيون، وقف العشرات من الأطفال بأيدى ذويهم، ينتظرون دورهم في الكشف، أم ملك عبدالمنعم، تتردد على العيادة الخارجية منذ 9 سنوات، تعانى ملك- تلك الفتاة الجميلة- من مرض الروماتويد، أثر على عينيها، أكدت والدتها أن ابنتها الصغيرة، تعالج بحقن تعادل قيمتها 12 ألف جنيه شهريا، ويتم توفيرها مجانا من التأمين الصحى، ولكنها تتابع الحالة الصحية في العيادات الخارجية بأبوالريش.
وكأن المصائب بالفعل لا تأتى فرادى، ولكن طالما كان هناك صبر ورضا فإن الأمل لا ينقطع، هذا هو حال (أم إيمان) التي جاءت من محافظة المنوفية، لتعالج ابنتها التي لم يتعد عمرها 9 سنوات من ضمور في الشبكية، والتى تعانى من الفشل الكلوى، وتقول: «ابنتى تقوم بغسيل الكلى داخل المستشفى أيضا، وعندما بدأ ضمور الشبكية يهاجمها، قام قسم الكلى بتحويلها إلى قسم الرمد في العيادات الخارجية»، مؤكدة أن ابنتها تقوم بغسيل الكلى مجانا، وكذلك علاج ضمور الشبكية. بخلاف أم إيمان وأم ملك، تعترض أم جودى جابر، التي جاءت بابنتها الصغيرة من محافظة بنى سويف، فلم يتم صرف العلاج المجانى لها، وقالت شاكية للدكتور شريف: «العلاج غالى قوى من بره، والدكاترة بيطلبوا منى أجيب قطرات ومستلزمات تانية»، وهنا سألها الدكتور شريف عما إذا كانت ابنتها محتجزة في المستشفى من عدمه، فردت أنها غير محتجزة، فوعدها ببحث الأمر فورا، وتوفير نواقص الأدوية.
أم زياد، أكدت أن ابنها الصغير كان يعانى من مياه زرقاء على عينيه، فأجرى المستشفى عملية له، مجانا، وتأتى أسبوعيا لمتابعة حالته، يؤكد الدكتور شريف الأنورى، أن هناك حالات عاجلة تستلزم الدخول للعمليات، ولا يتم تأخيرها نهائيا، ويتم دخولها على الفور مجانا، مع صرف الأدوية اللازمة لكل حالة على حدة.
المزيد
وراء كل تقديم خدمة مميزة «كتيبة»، ما بين الأطباء والتمريض والعمال، وتبقى الإدارة المختلفة التي تدير المنظومة، على رأس إدارة أبوالريش اليابانى تأتى الدكتورة رشا جمال الدين، مدير المستشفى، التي قالت لـ«المصرى اليوم»: «المستشفى هو الأكبر على مستوى الشرق الأوسط، وهو مستشفى ثالثوى، وليس أولى، أي يقدم الخدمة بالكامل لا يأخذها الطفل في أي مكان بمصر، ونقوم بصرف أدوية تكلفنا ملايين الجنيهات، بخلاف العمليات للمرضى، وكل ذلك مجانا».
وأضافت: «لدينا ضغط كبير من الأطفال، حيث يأتون من كل المحافظات، ولا أستطيع أن أرد مريضا واحدا منهم، حتى أصبحنا نستقبل ما يتراوح بين 1500 إلى 2000 طفل يوميا، بخلاف العيادات الخارجية، وهو ما يفوق الطاقة الاستيعابية للمستشفى، ولدينا 380 سريرا، و127 سريرا آخر في الرعاية المركزة المقسمة على 11 رعاية، وهو أكبر عدد أسرّة في الرعاية المركزة على مستوى مصر»، مشيرة إلى أن المستشفى يقدم خدمات إضافية ما بين معامل وإشاعات كرسم المخ والعضلات والموجات الصوتية، والتى تقدم لجميع الأطفال من المحجوزين والمترددين.
المزيد
.
المزيد