ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية أن الثوار الليبيين «لا يرغبون في إراقة دماء المزيد من مواطنيهم على الرغم من رغبتهم في إبعاد القذافي وأسرته عن الحكم والسيطرة على العاصمة الليبية طرابلس».
وقالت الصحيفة في سياق تقرير أوردته، الإثنين، على موقعها على الإنترنت، إن المقاتلين في صفوف الثوار تمنوا لو أنهم لم يطلقوا النار على مواطنيهم الليبيين، مؤكدين أن «لديهم حساسية شديدة تجاه هذا الأمر وحساسية أقل قليلا تجاه قتل المحاربين الأجانب من الدول الفقيرة مثل مالي والنيجر، اللذين أقحما في المعركة الليبية».
وفي هذا الصدد، نقلت الصحيفة عن أحد قادة المقاتلين بين الثوار الليبيين قوله: «أمر طبيعي أن نتردد في إطلاق النار على ليبيين مثلنا، ففي النهاية نسعى لإعادة توحيد بلادنا مرة أخرى».
ووصفت الصحيفة وضع الثوار الليبيين في جبال غرب ليبيا والمتحمسين لإسقاط نظام القذافي بأن «معظمهم من الهواة الذين ليس لديهم أي خبرة بفنون القتال»، كما اعترف البعض منهم بأنهم يقومون أحيانا بإطلاق النار أعلى رؤوس أعدائهم لكي لا يروا مشاهد مخضبة بالدماء.
وأشارت «واشنطن بوست» إلى أن عدة آلاف من الثوار الليبيين لديهم مستوى ضعيف من التسلح، وأن معظمهم يواجه القوات النظامية الموالية للقذافي «وهم يرتدون القباقيب والأطقم التي يرتديها لاعبو كرة القدم»، لكنهم على الرغم مما سبق يمثلون خط القتال الأمامي لجانب لا يقل أهمية في الثورة الليبية.
وأفادت الصحيفة بأن لكل ثورة من ثورات الربيع العربي روايتها الخاصة وطابعها الخاص، ففي الجبال التي تقع جنوب العاصمة الليبية «لايزال الرعاة يقودون قطعان الماشية، لكنهم في الوقت نفسه متحمسون وواثقون ويملؤهم الأمل في مستقبل أفضل لبلادهم».