تراجع الدكتور محمد البرادعى عن خوض انتخابات الرئاسة، وأرجع قراره إلى أن ضميره لا يسمح له بالترشح فى ظل نظام مصطنع وغير ديمقراطى. وأثار القرار فور إعلانه ردود أفعال متباينة بين القوى السياسية والحزبية والثورية، إذ اعتبره البعض خسارة للسياسة المصرية، فيما رأى آخرون أنه هرب من مواجهة المجلس العسكرى والقوى الإسلامية الصاعدة.
وقال البرادعى، فى لقاء مغلق بعدد من الشخصيات العامة والإعلاميين، إن المجلس العسكرى حاول إثناءه عن قراره، لكنه تمسك بموقفه، وكشف أنه يدرس تأسيس حزب جديد يمثل مصر الوسطية، وذكر أن هناك صفقة فى وضع الدستور، وأنه سيعود إلى الشارع ويدعم الشباب فى مواقفهم.
وأوضح البرادعى فى بيان «إلى أهل مصر» أن «الربان الذى تولى سفينة مصر بعد الثورة - دون اختيار ركابها - لم تكن له خبرة بالقيادة، وتخبط بين الأمواج دون بوصلة ورفض المساعدة، وكأن ثورة لم تقم، وكأن نظاماً لم يسقط.. وأدخلنا فى عشوائية وتخبط، وانفرد بصنع القرارات، واتبع سياسة أمنية قمعية تتسم بالعنف والتحرش والقتل»، وأضاف: «لم أجد موقعاً داخل هذا الإطار الرسمى يتيح لى خدمة أهداف الثورة».
وتعليقاً على القرار، قال ناصر الحافى، نائب البرلمان عن حزب «الحرية والعدالة»: «انسحاب البرادعى حرية شخصية ونحن لن نذهب إلى بيته ونقول له (بالروح بالدم انزل الانتخابات)». وقال محمد حسان، السكرتير الإعلامى لمجلس شورى الجماعة الإسلامية: «فعل خيراً». وذكر الدكتور محمود رضوان، القيادى بحزب النور: «انسحابه جاء بعد قراءته للشارع الذى أعلن تأييده للإسلاميين».
وقال عمرو موسى، المرشح المحتمل لانتخابات الرئاسة، إنه يأسف لانسحاب البرادعى، وأكد أن الأخير سيواصل جهوده فى بناء البلاد. وقال حمدين صباحى: «ربما خسرناه مرشحاً للرئاسة، لكننا سنكسبه فى خدمة مصر ومستقبلها». ووصف أيمن نور الانسحاب بأنه «صفعة للمجلس العسكرى»، فيما فسره المهندس ممدوح حمزه بأنه جاء بعد «تخلى أصدقائه الإخوان عنه». وقالت حركة «6 أبريل» إن انسحاب البرادعى يثبت أنه يعمل لمصلحة مصر. وأكد أحمد خيرى، المتحدث باسم «المصريين الأحرار»، أن حزبه يتفق مع كل الأسباب التى أوردها البرادعى فى بيانه.