أصغر شعراء الثورة يرثى شهدائها: «كنا فاكرينه مات»

كتب: محمد أبو العينين الأحد 17-07-2011 20:38

وسط المعتصمين فى ميدان سعد زغلول، انطلق صوته المدوى يصرخ بكلمات رثاء للشهداء، يصفق له المتظاهرون بحرارة ويبكى أهالى الشهداء على فراق أبنائهم، ورغم ردود الأفعال المختلفة فإن ثقته بنفسه لا تهتز، فهو يواصل إلقاء أبيات الشعر التى تلهب حماس المعتصمين.

عابد عبدالرحمن عادل محمود، أو كما يسميه المتظاهرون «شاعر الثورة»، بات مشهوراً وسط الجميع، رغم عمره الذى لم يتجاوز 7 سنوات، يطلبونه بالاسم للصعود على منصة «مسرح الثورة» لإلقاء أبياته الشعرية، التى يقول والده إنه استمدها من الشاعرين هشام الجخ وعبدالرحمن يوسف.

ويقول عابد: «كان يا مكان.. كان فى شهيد فاكرينه مات.. واقف بيتفرج علينا من سكات.. يدخل علينا زى نور المشربية.. ويزيد شوقنا مع حديث الذكريات.. يمسح دموع الأمهات.. حمال أسية.. والصبر غية.. صوت المظاهرة يلهمه.. طالع لجنة ربنا على سلمه.. وكام رصاصة دفيانين جواه.. ماعدتش بتئلمه.. إلا لما واحد صاحبه يبكى عليه ويتشحتف بكلمة الله يرحمه».

كلمات عابد لم تقتصر على رثاء الشهداء، ومدح الثورة، بل وصلت إلى الانتفاضة ورفض الانتهاكات الإسرائيلية، حتى مشاكل نادى الاتحاد السكندرى، وجدت مكانها سريعاً بين كلماته.

ورغم شهرته الواسعة فى الميدان وخارجه، يرفض والده أن تسجل معه الكاميرات والعدسات، مكتفياً بتسجيل ما يقوله من أشعار انتشرت على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» وموقع «يوتيوب».

«شاعر الثورة»، «أصغر ثائر فى الإسكندرية»، و«الجخ الصغير»، تعددت الألقاب، لكن الشعر والتأثير واحد، الكل يصفق إعجاباً بكلماته، وثقته وطريقة أدائه المشابهة تماماً للشاعر هشام الجخ.