وجه الدكتور، محمد البرادعي، المرشح المنسحب من سباق الرئاسة، بيانًا مصورًا إلى شباب الثورة والشعب المصري، بمناسبة مرور عام على انطلاق الثورة في 25 يناير الماضي.
وأكد «البرادعي» في بيانه، أن قرار انسحابه من سباق الترشح للرئاسة نابع من ضميره، الذي أملى عليه منذ ما يسبق قيام الثورة، أن يعمل خارج الإطار الرسمي، مضيفًا أن الظروف التي تمر بها البلاد تجعل المناصب الرسمية والتنفيذية غير ذات قدرة على حل المشكلات والقضايا المتراكمة، التي ورثتها مصر من عهد الرئيس السابق.
وأضاف «البرادعي»: «العالم كله ينظر لثورة الخامس والعشرين من يناير باعتبارها ثورة فريدة، فقد نجح الشعب في إزاحة رأس نظام عذب المصريين وقمعهم لثلاثين عاما، وأفقده الشعب سلطته في 18 يومًا دون سلاح».
وقال المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية: «ماكنش ينفع نستمر في اللي كنا فيه، العالم كله يتقدم ونحن نتراجع للوراء، كان العالم يحكم نفسه بنفسه ونحن نُعامل كالعبيد».
وأكد المرشح المنسحب من سباق انتخابات الرئاسة أنه مستمر في تنفيذ قراره، الذي اتخذه مع عودته إلى مصر عام 2009، بالعمل مع الشباب خارج الإطار الرسمي، باعتبارهم «الأمل والمستقبل»، مؤكدًا أن مبدأ التغيير السلمي، الذي بدأ مع كفاح الشباب في الأعوام الماضية ضد النظام، مستمر منذ ما يسبق الثورة، وسيستمر حتى تحقق النجاح الكامل للثورة.
ورفض «البرادعي» دعوات اليأس، مؤكدًا أن الثورة ستستمر حتى تنجح في تحقيق أهدافها المتصلة بحياة المصريين، وأن مصر ستصبح دولة تعددية مدنية قوية خلال سنوات قليلة، مع استمرار الشباب في ثورتهم. مضيفًا: «ربما يحدث بعض التأخير الناجم عن التخبط في إدارة البلاد خلال المرحلة الانتقالية، ولكن الشباب يعرف الطريق الصحيح ومستمر فيه، ولن يترك ثورته حتى تتحقق العدالة والحرية والمساواة بين جميع أفراد الشعب المصري».
وكشف «البرادعي» عن تشككه في صحة طريقة إدارة المجلس العسكري الحاكم للمرحلة الانتقالية قائلا: «كان عندي شك كبير استنادًا لخبرتي أن تتغير مصر في ستة أشهر فقط. ولكني أسكت هواجسي حول حقيقة استجابة المجلس لمطالب إنهاء قمع استمر لأربعين أو خمسين عاما في ستة أشهر، وعولت علي فكرة أنه لا يهم المدى الزمني، الذي ستستغرقه المرحلة الانتقالية إن سارت البلاد في المسارات السياسية المتعارف عليها بعد الثورات».
وأضاف «البرادعي» أنه كان ينتظر أن «يلتم الشمل» وتشارك كل فئات المجتمع في وضع دستور «يمثل أساسًا للبيت الذي يحيا فيه كل طوائف الشعب». مستطردًا: «لكن المرحلة الانتقالية أفرزت انقسامًا بين القوى السياسية حول أولوية الدستور أو الانتخابات، وكانت النتيجة استغراقنا 6 أشهر لعمل برلمان، وأمامنا شهر واحد لعمل دستور تضعه لجنة قد لا تمثل كل طوائف الشعب».
وأكد «البرادعي» أن مصر لم تشهد أي تغيرات، فالإعلام مازال كما هو «بوقا للنظام الحاكم» والقضاء مازال يشوبه كثير من الفساد. «ومما زاد الطين بلة ما يتعرض له الشباب من قتل وسجن وتعذيب وأفعال مخزية يندى لها جبين كل مصري، لا المجلس العسكري فقط مثل كشوف العذرية» وكرر «البرادعي»: « هذه أفعال مخزية».
وأنهى المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية كلمته المصورة بالتأكيد على استمرار تعاونه مع الشباب ومساعدتهم على «دخول المعترك السياسي». مطالبًا إياهم بنبذ الخلافات والتوحد في كيان سياسي قادر على تسلم حكم البلاد بالسبل السياسية السلمية، والاستمرار في التواصل مع الشارع لشرح أهداف ومبادئ الثورة، ومدى اتصالها بالمطالب والحقوق الأساسية للمواطنين من تعليم وصحة وعمل وأمن. وذلك لكسب الأرضية الشعبية للثورة من أجل الوصول للمجتمع الديمقراطي المدني الذي تسعي لتحقيقه.