«المصري اليوم» تقضى 3 ساعات داخل «مزرعة طرة وعنبر الزراعة»

كتب: يسري البدري الأربعاء 13-11-2019 00:52

خلف الحصون المنيعة وداخل واحدة من أقدم مناطق السجون على مستوى الجمهورية، يقع السجن الأشهر على مر العقود «سجن المزرعة» ضمن مجموعة سجون منطقة سجون طرة «أ، ب»، خلف أسوار عالية وأقصى درجات التأمين يقضى السجناء فترة العقوبة، ومنهم من حولها إلى قلاع صناعية وزراعية، هكذا تحولت السجون المصرية إلى ساحة للعمل والنشاط.

قضت «المصرى اليوم» 3 ساعات داخل سجنى «مزرعة طرة وعنبر الزراعة»، عقب جولة فى المشروعات التى أطلقها القطاع فى المنطقة التى تقدم إلى السوق منتجاتها مثل باقى السجون، فهناك ورش الحدادة والنجارة والإنتاج الزراعى والداجنى ومزارع النعام وبيض المائدة.

نزلاء يتم تصنيفهم للعمل فى كافة المشروعات، وهو ما يعود عليهم أيضاً بالنفع من خلال حصولهم على رواتب وعائد مادى ينفقون منه على أسرهم، كما يُمنح النزلاء من الحرفيين شهادات بإتقانهم مهناً متعددة، من بينها السباكة والكهرباء، ضمن برنامج تشغيل السجناء الذى يهدف بالأساس إلى إعادة تأهيلهم نفسياً واجتماعياً، وترسيخ قيمة العمل لدى السجين وتعليمه حرفة نافعة، فضلاً عن استغلال طاقات أصحاب المهن والحرف المختلفة من النزلاء.

البعض رفع شعار «صنع فى السجن»، فهناك تصنيع خبز وحلاوة وموبيليا وملابس ومفروشات، للتأكيد على أن المسجون لم يعد مجرد شخص يقضى عقوبة داخل محبسه، بل تحول إلى عنصر فاعل فى المجتمع ينتج ويمتهن حرفاً وصناعات وصلت إلى العالمية، حيث تتنوع الصناعات بين الأثاث والنسيج وورش الحدادة وتصنيع الأحذية والجلود.

تنتج السجون «الموبيليا» التى باتت تنافس منتجات دمياط، حيث توجد ورش للنجارة ومعارض الموبيليا يصنعها المساجين بعد تأهيلهم للإنتاج الصناعى، حيث يتم إنتاج صالونات وغرف نوم وسفرة بجودة عالية، ولترويج تلك المنتجات افتتحت مصلحة السجون معارض تضم ثلاثة أقسام إنتاج «صناعى وحيوانى وزراعى»، من إنتاج السجناء، أبرزها معرض «سجناء لكن منتجون»، حيث يتم بيع هذه المنتجات فى منافذ البيع المخصصة لها، سواء فى مؤسسة الشرطة بالعباسية، أو مبنى ديوان السجون، ودار ضيافة ضباط الشرطة.

وطرح قطاع مصلحة السجون منتجاته من الأثاث الخشبى والمعدنى، والمنتجات الزراعية والغذائية، والمنتجات الحيوانية والداجنة بأرض المعارض بمدينة نصر للمرة الثانية خلال الفترة من 31 يناير إلى 9 فبراير الماضى، وشهد المعرض إقبالاً كبيراً من المواطنين لشراء منتجات السجناء بأسعار مخفضة، رغم جودتها وتقديم خدمات متميزة للمواطنين من خلال زيادة الإنتاج.

وخلال الجولة قال عدد من السجناء، معظمهم متهمون فى قضايا مخدرات، ومنهم من يتبقى لهم عام واحد لإنهاء مدة العقوبة، وآخرون مازال لهم 5 أعوام، إن السجون علمتهم حرفًا تؤهلهم لحياة جديدة مع نسمات الحرية.

وأضافوا لـ«المصرى اليوم»: «إحنا ندمانين على الاتجار فى المخدرات والسرقة، ومش هنرجع تانى للنشاط ده، تجربة السجن علمتنا كتير، استفدنا منها كتير.. هنسيب أيام الشقاوة وهننساها خالص، ومش راجعين ليها، وهنمشى جنب الحيط، خارجين معانا مهنة نقدر نتسند عليها».

وقال سجين آخر إن مصلحة السجون توفر لهم الخامات بالمجان، وإنهم يبدأون العمل والإنتاج ثم يعرضون المنتجات فى المعارض الخاصة بالسجون، ليحصلوا على جزء من الربح، لافتًا إلى أنه ينفق على نفسه من الربح الذى يحصل عليه، وزوّج ابنته بالأموال التى حصل عليها، وعندما يخرج من السجن سيعمل فى مهنة صناعة الأثاث التى تعلمها بالسجن.

وتمتلك مصلحة السجون واحداً من أكبر مصانع الخبز فى مصر، يقوم بإنتاج كل احتياجات السجون المصرية، والباقى يتم بيعه للجمهور بأسعار أقل من السوق بـ50%، إضافة إلى الصناعات الصغيرة، مثل سجن القناطر للنساء وسجن المنيا اللذين يوجد بهما وحدة إنتاج لمفروشات المنزل و«الهاند ميد» والملابس الحريمى، بجانب صنع وإنتاج بعض الإكسسوارات والحقائب الحريمى بأشكال مختلفة، لعرضها فى المعارض التابعة لقطاع السجون.