توجه الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، أمس، إلى الولايات المتحدة، لإجراء مباحثات مع نظيره الأمريكى، دونالد ترامب، قائلاً إنه سيبلغه أن واشنطن لم تلتزم باتفاق وقف إطلاق النار، الذى توصلا إليه الشهر الماضى لإنهاء الهجوم التركى على سوريا، وأن عليها اتخاذ مزيد من الخطوات لتطبيق الاتفاق الذى يقضى بإخلاء المنطقة السورية الواقعة على الحدود مع تركيا من الميليشيات الكردية، مضيفًا خلال مؤتمر صحفى فى مطار أنقرة أثناء استعداداه للسفر، أنه سيبلغ ترامب بالوثائق أن الاتفاق لم يتم تطبيقه بشكل كامل.
يأتى هذا بينما اتهم لاجئون سوريون تم تهجيرهم من مناطق شمال شرق سوريا، تركيا بتجنيد جيش بالوكالة لإيذائهم منذ زحف القوات التركية إلى أراضيهم فى 9 أكتوبر الماضى، معتبرين أن ما يرتكبه أفراد هذا الجيش بحقهم حتى فى «المنطقة الآمنة»، يمثل شكلاً من أشكال التطهير العرقى.
وذكرت مجلة «فورين بوليسى»، مساء أمس الأول، أن المهجرين من مناطق شمال شرق سوريا يتهمون جيش تركيا بالوكالة الذى تسلل إلى مناطق عيشهم، كجزء من حملة ضد الميليشيات الكردية، بتنفيذ انتهاكات واسعة ضد المدنيين، وبلغ عدد الأسر التى فرت من هذه الانتهاكات نحو أكثر من 200 ألف فرد، وفقاً لإحصائيات الأمم المتحدة، وجميعهم أقروا بأن السوريين العرب الذين سخرتهم تركيا كجيش بالوكالة لها قاموا بعمليات تدميرية وانتهاكات واسعة، فى شمال شرق سوريا، شملت إعدام السجناء، وعمليات ضرب وحشية ضد ميليشيات الأكراد واختطاف ذويهم، ونهب منازلهم.
وأضاف السوريون الفارون إلى الرقة ومناطق سورية أخرى أن الأعمال الوحشية التى نفذها هذا الجيش يقوض حجة تركيا ويدحض زعمها بشأن تخصيص «منطقة آمنة» للمدنيين.
وأشارت «فورين بوليسى» إلى تصريحات رئيس هيئة الأركان المشتركة، مارك ميلى، مؤخراً، التى تفيد بأن الولايات المتحدة ستترك نحو 600 جندى من قواتها فى مناطق شمال شرق سوريا، من أجل مواصلة عمليات مكافحة إرهاب تنظيم «داعش». ورغم أن ترامب كان قد كرر فى مناسبات عديدة أن القوات الأمريكية ستبقى فى الخلف لحماية آبار النفط، فإن تصريحات «ميلى» خلت تماماً من أى حديث عن آبار النفط الغنية فى دير الزور.
وتصر وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» على أن مهمة القوات الأمريكية فى سوريا تتركز على منع عودة الميليشيات المسلحة التى تستخدم مخزون النفط فى تحصيل ملايين الدولارات أسبوعيًا واستخدام هذا الأموال فى تمويل العمليات الإرهابية، ولكن بعض الخبراء المطلعين على الملف السورى يتشككون فى مصداقية وقانونية هذه المهمة الأمريكية.
وعن موقف بريطانيا من التوغل التركى فى سوريا، قالت «فورين بوليسى» إنه مع اندلاع المناوشات خلال نهاية الأسبوع الماضى وخاصة فى المناطق المحيطة بمدينة تل تعمير، سافرت رئيس الهيئة التنفيذية لـ«مجلس سوريا الديمقراطية، الذراع السياسية لقوات سوريا الديمقراطية»، إلهام أحمد، إلى لندن من أجل الضغط على الحكومة البريطانية ودفعها إلى اتخاذ موقف لصالحهم، وهناك اتهمت «أحمد» بريطانيا بـ«الغياب شبه التام» عن اتخاذ أى رد فعل تجاه تركيا، وقالت إن بريطانيا لم ترغب فى الإساءة لتركيا لأنها تخشى العزلة بعد مغادرة الاتحاد الأوروبى.