ممر تنمية، مختلف عن الذى طرحه الدكتور فاروق الباز، عكف عليه حمادة أنور مستشار إعلامى فى إحدى الوكالات العالمية، باعتباره مشروع عمره لتحقيق التنمية فى منطقة سيناء، التى ظل منشغلاً بها طوال سنوات دراسته وحتى حياته العملية، إذ يهدف من خلال مشروعه إلى تحويل سيناء لممر تجارى عالمى، ورغم أن مشروعه حصل على براءة اختراع من مجلس الوزراء، بعدد لا بأس به من توصيات تنفيذه، ظل المشروع حبيس الأدراج. بدأ حماده سعيه لتنفيذ مشروعه قبل 4 سنوات، عندما توجه للدكتور أحمد نظيف، حيث حصل منه على وعد بدراسة الجدوى الاقتصادية للمشروع وجعله من أولويات الحكومة فى الفترة المقبلة، لكن الفترة المقبلة هذه لم تأت، حسب تأكيد حمادة.
الثورة كانت من الأشياء التى جددت أمل حمادة، إذ عاود التردد على مجلس الوزراء، لكن لمقابلة عصام شرف هذه المرة، ورغم كثرة تردده على المقر، فإنه لم يحظ بمقابلة شرف، نتيجة لما وصفه حمادة بأنه «قلاقل تعرقل سير الحكومة فى خطوات حقيقية تهدف للإصلاح» قاصداً بعبارته الاحتجاجات التى لم تتوقف يوماً على رصيف المجلس، إلى أن جاء الجنزورى، استغل حمادة محاولة رئيس الوزراء الجديد التقرب من الشباب، فلجأ إليه وقابله، وحصل منه على وعد مماثل لوعد نظيف وإن زاد عليه: أوعدك بمقابلة تانية لدراسة الموضوع وعرضه على المتخصصين. هذه المرة قرر حمادة أن يختلف، ويكف عن تصديق كل الوعود التى يحصل عليها، وكان أول قراراته: مش هاروح مجلس الوزرا تانى.. وشجعه على القرار اتصال هاتفى تلقاه من أحد أعضاء حزب الحرية والعدالة الذى طلب منه الحضور لمقر الحزب لدراسة المشروع وتبنيه وبالفعل ذهب حمادة إلى الحزب والتقى د. محمد البلتاجى وعدداً من أعضاء الحزب الفائزين بمقاعد البرلمان، وتحدث إلى مسؤول ملف التنمية فى الحزب الذى أعد دراسة جدوى عن المشروع.. هنا اطمأن حمادة، بل لأول مرة يشعر بالاطمئنان حسب تأكيده، فالإجراءات التى اتخذت بناء على اللقاء أكدت له أن شيئاً إيجابيا سيحدث.
الغريب أن حمادة تلقى اتصالاً مماثلاً من حزب النور السلفى حيث عرض عليه المتحدث باسم الحزب تبنى المشروع، وعرضه على البرلمان.. فتأكد مرة ثانية أن التيارات الإسلامية هى الحل.