كان الشاذلى بن جديد هو الرئيس الرابع للجزائر منذ الاستقلال وقد جاء رئيسا فى 9 فبراير 1979 خلفا لهوارى بومدين، وبن جديد مولود فى 14 أبريل 1929 فى ولاية عنابة وانضم إلى الجيش الفرنسى كضابط وحارب فى الهند الصينية، وفى بداية حرب الاستقلال الجزائرية انضم إلى جبهة التحرير وكوفئ بمنحة القيادة العسكرية لمنطقة وهران الجزائرية فى 1964، وبعد الاستقلال ظل يترقى حتى صار وزيراً للدفاع من نوفمبر 1978، وحتى فبراير 1979، وبعد وفاة هوارى بومدين صار رئيسا للجزائر كان ينظر إليه على أنه تحررى موالٍ للغرب، وأثناء فترة رئاسته خفف من تدخله فى الاقتصاد وخفف المراقبة الأمنية على المواطنين فى أواخر الثمانينيات، ومع انهيار الاقتصاد بسبب انخفاض أسعار النفط بسرعة، اشتدت حدة التوتر بين أجنحة النظام الداعمة لسياسة بن جديد الاقتصادية والمعارضين لها، وفى أكتوبر 1988 اندلعت احتجاجات شبابية ضد بن جديد اعتراضاً على سياسات التقشف، مما أدى إلى انتشار اضطرابات هائلة فى وهران وعنابة، ومدن أخرى وقمعها الجيش بشكل وحشى، مما أدى إلى مقتل المئات، وفى سعيه للبقاء سياسياً، دعا بن جديد إلى الانتقال للديمقراطية والسماح بالتعددية الحزبية غير أن الجيش الجزائرى تدخل لإيقاف هذه الانتخابات دافعا بحركة الجبهة الإسلامية للإنقاذ إلى السلطة مما أدى إلى استقالة بن جديد فى مثل هذا اليوم 14 يناير 1992 بعد دخول البلاد فى حرب أهلية دموية وطويلة، وابتعد بن جديد عن الحياة السياسية، وفى أواخر 2008، ظهر مجدداً عندما ألقى خطاباً مثيراً للجدل فى مدينته الأصلية الطارف.