الخبير الإقتصادي محمود عبد الفضيل: «ويل» لدولة يعتمد اقتصادها على «أهواء» المستثمر الأجنبي

كتب: سناء عبد الوهاب, آية عبدالله الجمعة 13-01-2012 12:25

أكد د. محمود عبد الفضيل، أستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة، الخبير الاقتصادي المعروف، أن ما يمر به الاقتصاد المصري حاليًا من أزمات هو أمر طبيعي ومنطقي يحدث مع كل الثورات، مؤكدًا أن الاقتصاد المصري كان سيدخل فى أزمة عميقة اقتصاديًا وسياسيًا إذا تم مشروع التوريث ولم تقم الثورة، وأرجع ذلك إلي أن مشروع التوريث كان سيترتب عليه مزيد من الفساد ومزيد من نمو الاحتكارات فى اقتصاد مصر، وأضاف أن النظام الاقتصادي فى عهد مبارك كان لا يسعى للتنمية وكان قائمًا على نوع من الرأسمالية الاحتكارية كما سميته «رأسمالية المحاسيب».

وأوضح عبد الفضيل في حوار تفاعلي مع قراء «المصري اليوم» علي مواقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» و«تويتر» الخميس، ردًا علي أسئلة القراء حول ما يتردد عن احتمال إفلاس مصر، أن الإفلاس معناه أن تمتنع مصر عن سداد التزاماتها الخارجية، مؤكدًا أن الوضع آمن حتى نهاية يونيو 2012 - موعد انتقال الحكم لسلطة مدنية- لأنه بعد انتخاب رئيس جمهورية جديد واستقرار الأوضاع الأمنية، يمكن أن تعود السياحة لمعدلاتها ويعود جانب من الاستثمارات الأجنبية المباشرة، ويتم رفع معدلات التصدير وبالتالي يمكن تكوين جديد للاحتياطى النقدي للبلاد.

وردًا علي استفسار آخر حول تدني مستوي الاستثمار الأجنبي في مصر وهروب المستثمرين الأجانب، قال عبد الفضيل إنه لا يمكن لدولة تريد أن تبني اقتصاد قوي ومستمر أن تعتمد علي معطيات قد تحقق وفقًا لأهواء معينة، مضيفًا: «ويل لدولة تعتمد في تدوير عجلة الإنتاج على أهواء المستثمر الأجنبي».

أما عن البورصة المصرية وما تشهده من حالة انخفاض مضطرد في الأشهر الأخيرة، بين عبد الفضيل أن خسائر البورصة تعني خسارة المستثمرين في البورصة لجانب من أموالهم بسبب تدني أسعار الأسهم التي قاموا بشرائها بأسعار أعلي مما هي عليه الآن، مؤكدًا أن انفتاح البورصة المصرية على البورصات العالمية سينشط الاقتصاد المصري، ويجلب مزيدًا من المستثمرين مما يوقف مسلسل الهبوط ويحرك حالة الركود.

وفيما يتعلق بالبرنامج الاقتصادي الذي اقترحه د. محمد البرادعي، المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية،  و المرشح السابق لرئاسة الجمهورية لتنشيط الاقتصاد المصري، قال عبد الفضيل إن برنامج البرادعي يمثل نوعاً من الإسعافات الأولية للاقتصاد المصري حتي يستطيع التعافي والوقوف علي قدميه مرة أخري، مع استمرار تبني المبادرات ووضع المشروعات والآليات التي تمكنه من النهوض والنمو.

وردًا علي سؤال أحد القراء حول إمكانية أن يصبح اقتصاد مصر مثل اقتصادات بعض الدول العربية الشقيقة مثل قطر ودبي، أكد عبد الفضيل أن هذه الاقتصادات هي اقتصادات «ريعية» تعتمد بالأساس علي عوائد البترول والسياحة، أما الاقتصاد المصري فأتمني أن يكون مثل ماليزيا وكوريا الجنوبية، يقوم في الأساس علي التصنيع والتكنولوجيا المتطورة والإنتاج.