«الإفتاء» تضع اللمسات الأخيرة لمؤتمرها العالمي الخامس

«نجم»: استثمار الخلاف الفقهي في معالجة القضايا الراهنة أهم أهداف المؤتمر
كتب: أحمد البحيري الثلاثاء 08-10-2019 13:03

تستعد الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم لعقد مؤتمرها العالمي الخامس المزمع إقامته في الفترة من 15 إلى 16 أكتوبر الجارى، تحت عنوان «الإدارة الحضارية للخلاف الفقهي»، تحت مظلة دار الإفتاء المصرية، التي تسعى لوضع اللمسات الأخيرة للمؤتمر قبيل انطلاقه، حيث استقبلت عددًا كبيرًا من الأبحاث المشاركة من كبار المشاركين، كما استقبلت تأكيدات الحضور لما يزيد على 66 وفدًا من مختلف دول العالم حتى الآن.

وقال الدكتور إبراهيم نجم، الأمين العام لدور وهيئات الإفتاء في العالم، إن المؤتمر يتخذ هذا العام إجراءات وتدابير من شأنها المساهمة في إدارة الخلاف الفقهي وتعظيم الاستفادة منه من خلال استثمار هذا الخلاف وإدارته بأسلوب رشيد ليكون أداة فاعلة في دعم منظومة المشاركة الفقهية والإفتائية في الحضارة المعاصرة بعمومها وخصوصها على الصعيدين المحلي والإنساني، خاصة وأن معالجة قضية إدارة الخلاف لا تزال تشغل العقل الإنساني بعد حقب تاريخية طويلة، انتفعت الإنسانية في بعضها بثمرات الخلاف، وعانت في بعضها الآخر من ويلات التعصب الديني أو الطائفي أو المذهبي.

أضاف الأمين العام: «كما يناقش المؤتمر كيفية استثمار الخلاف الفقهي الموروث في معالجة القضايا والمشكلات الراهنة، والوقوف أمام التحديات الراهنة وتفادي أن يكون الخلاف الفقهي سببًا في صراع مذهبي أو طائفي بين المسلمين أنفسهم، حيث نتج عن إساءة إدارته استغلال بعض الجماعات المتطرفة لارتكاب وتبرير أفعالها الإجرامية التي هي بمنأى عن المقاصد والأخلاق والقواعد التي نبعت منها هذه الخلافات، حيث يبقى هذا تحديًا تجب مواجهته ومعالجته من المعنيين بأمر الإفتاء».

وحول أهداف المؤتمر، قال «نجم»: «يهدف المؤتمر إلى إبراز الريادة المصرية وتجربتها في العيش المشترك والتسامح الفقهي، وتجديد النظر إلى الخلاف الفقهي ليكون بداية حل للمشكلات المعاصرة بدلًا من أن يكون جزءًا منها، وتحديد الأصول الحضارية والاتجاهات المعاصرة للتعامل مع مسائل الخلاف وقضاياه، إضافة إلى تنشيط التعارف بين العاملين في المجال الإفتائي على اختلاف مذاهبهم، والخروج بمبادرات إفتائية رسمية تدعم الإدارة الحضارية للخلاف الفقهي».

وأشار «نجم» إلى أنه «من المنتظر أن يكشف البيان الختامي للمؤتمر عن عدة مشروعات ومبادرات إفتائية يأتي على رأسها الإعلان عن تدشين وثيقة التسامح الفقهي والإفتائي، وكذلك الإعلان عن تحديد يوم عالمي للإفتاء، وإعلان جائزة الإمام القرافي للتميز الإفتائي، وكذلك كشف النقاب عن عدد من الإصدارات الإفتائية الهامة، فضلًا عن الإعلان عن مشروع إنشاء وحدة للاستشارات الإدارية للمؤسسات الإفتائية».

وتعقد خلال المؤتمر 3 ورش عمل: الأولى تناقش قضية الإسلاموفوبيا، أما الثانية فتأتي بعنوان «عرض نتائج المؤشر العالمي للفتوى» وتهدف إلى تقويم أداء المؤشر العالمي للفتوى خلال عام كامل والخروج بتوصيات للتحسين والتطوير، فيما تأتي الورشة الثالثة بعنوان: «الفتوى وتكنولوجيا المعلومات»، وتناقش كيفية استفادة المفتي من الثورة الرقمية في تحسين الأداء الإفتائي.

يذكر أن المؤتمر سيشهد حضور جمع غفير من المفتين والعلماء والباحثين من جميع قارات العالم، ويُعنى بإرشاد المستفتين إلى ضوابط الإدارة الحضارية للخلاف الفقهي وكيفية استثماره على نحو جيد يخدم المجتمع الإسلامي دينيًّا وتنمويًّا، ويساهم في حل إشكاليات الأمة الإسلامية والإنسانية جمعاء.