«نتنياهو» يعترف بـ«جنوب السودان».. ويعرض المساعدة الاقتصادية

كتب: وكالات الأحد 10-07-2011 17:56


بعد يوم من إعلان استقلال «جنوب السودان» عن شماله، اعترفت إسرائيل بالدولة الوليدة الأحد، وعرضت تقديم مساعدات اقتصادية للجنوب بعد انفصاله عن السودان الذى لا يقيم علاقات مع الدولة العبرية.


قال رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، أمام مجلس الوزراء الأحد: «أعلن هنا أن إسرائيل تعترف بجنوب السودان»، وأضاف: «نتمنى لها النجاح. إنها دولة تسعى للسلام وسنسعد بالتعاون معها كى نضمن تنميتها ورخاءها».


وخلال الاجتماع، قال وزير الداخلية إلياهو يشاى إن إعلان قيام دولة جنوب السودان سيجعل من السهل على إسرائيل أن تقوم بترحيل لاجئى السودان من أراضيها، حيث يعيش فى إسرائيل آلاف اللاجئين والعمال المهاجرين من السودان.


وفى وقت سابق الأحد، أعلن مسؤولون إسرائيليون كبار فى القدس المحتلة أن هناك اتصالات مع جنوب السودان، وأن إسرائيل تتطلع إلى إقامة علاقات دبلوماسية معها. واعتبر المسؤولون - فى تصريحات أوردها راديو «صوت إسرائيل» - أن «إقامة دولة جنوب السودان تشكل مثالاً لعملية نتجت عن مفاوضات ولم تأت بالإكراه أو نتيجة إجراء أحادى الجانب، وهذا الأمر يجب أن ينطبق على الفلسطينيين أيضاً» - على حد قولهم.


يأتى إعلان الدولة الجديدة فى وقت يأمل فيه الفلسطينيون فى استصدار اعتراف من الأمم المتحدة فى سبتمبر المقبل بدولتهم على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. ويقول مسؤولون فلسطينيون إن نظراءهم فى البلد الجديد - وأغلب سكانه من المسيحيين ومعتنقى المعتقدات الأفريقية التقليدية - وعدوهم بالاعتراف بدولة فلسطين ودعمهم فى الأمم المتحدة.


جاء ذلك فيما احتفل المئات من اللاجئين السودانيين فى إسرائيل باستقلال دولتهم فى رقصات جماعية وخطب حماسية، وقاموا بتهنئة بعضهم البعض باستقلال دولة «جنوب السودان الموحد». وأشارت صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية الأحد إلى أن مظاهر البهجة والفرحة انتشرت بين الجنوبيين كما لو أنهم يحتفلون لأول مرة فى حياتهم، بحسب ما نقله موقع «محيط» الإلكترونى.


وفى غضون ذلك، تناولت صحيفة «هاآرتس» الأحد تقريراً عن «بيس تيانج»، وهو شخص ينتمى إلى جنوب السودان ويعيش فى إسرائيل منذ 6 سنوات، ويعمل على نسج علاقات دبلوماسية بين البلدين، ويؤكد أنه سيتم الإعلان عن علاقات رسمية خلال أسبوعين. وأشارت الصحيفة - بحسب ما نقله موقع «عرب 48» - إلى أن «تيانج» كان يعمل فى تنظيف الغرف فى أحد الفنادق فى الصباح، وفى المساء يجلس فى مكتب يقوم فيه بوظيفة قنصل غير رسمى لجنوب السودان فى إسرائيل. وبحسب «تيانج»، فإن المكتب يعمل على وظيفتين أساسيتين، الأولى البدء بنسج علاقات بين جنوب السودان وإسرائيل، والثانية مساعدة اللاجئين الذين يمكثون فى البلاد ويسعون للعودة إلى وطنهم، مشيرا إلى أنه بادر بنفسه إلى إقامة المكتب الذى يحظى بغطاء من جانب حكومة جنوب السودان، ووزارة الخارجية الإسرائيلية - على حد قوله.


ويضيف «تيانج»: «أعتقد أننى سأنتقل إلى القدس قريبا»، وذلك فى إشارة إلى احتمال أن يصبح سفيرا لجنوب السودان فى إسرائيل، لكن وزارة الخارجية الإسرائيلية اكتفت بالقول: «لا نعرف عن ممثل رسمى فى البلاد لجنوب السودان».


وكانت مخاوف ترددت فى مصر من احتمال تأثير علاقات الدولة الجديدة مع إسرائيل على الأمن الاستراتيجى لمصر، إلا أن مصادر دبلوماسية مصرية أكدت أن مصر ليست قلقة من العلاقات بين إسرائيل ودولة جنوب السودان. ولفتت المصادر إلى أن مصر لديها من الرصيد لدى الجنوب ما يسهم فى تعزيز العلاقات بين البلدين والشعبين بمختلف المجالات.


كما شددت على أن قضية مياه النيل وضمان سريانها وتأمين حق مصر وحصتها بها ليست محل خلاف، خصوصا مع الجنوب، ولا هى محل جدل.


ومن ناحية أخرى، أعلنت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية الأحد إقامة علاقات دبلوماسية مع جنوب السودان، معربة عن تهانيها على الاستقلال الرسمى لأحدث دولة فى العالم، فيما هنأ الرئيس الصينى هو جين تاو جنوب السودان على استقلاله، ووعد بإقامة علاقات قوية بين البلدين مع سعى الصين للحفاظ على إمكانية وصولها إلى إمدادات النفط السودانية، حيث إنها من بين المشترين الرئيسيين للنفط الخام السودانى.


يذكر أنه فور إعلان استقلال «جمهورية جنوب السودان» توالت بيانات الاعتراف بالدولة الوليدة، وأكدت دول عدة دعمها لهذا البلد الذى يعتبر من أكثر البلدان فقرا فى العالم. ففى واشنطن، أعلن الرئيس الأمريكى باراك أوباما اعتراف الولايات المتحدة رسمياً بجمهورية جنوب السودان، ووصف يوم الانفصال بـ«الفجر الجديد الذى جاء ليبدد ظلام الحرب». واعترفت بالدولة الوليدة أيضاً عدة دول منها مصر والأردن وليبيا وفرنسا وبريطانيا وتركيا وسويسرا وألمانيا والاتحاد الأوروبى وكندا وجنوب أفريقيا وإثيوبيا وكينيا ونيجيريا والهند وروسيا.