استقبلت جامعة حلوان، الثلاثاء، قداسة البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، ووفد كنسي، بحضور الدكتور خالد عبدالغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي والدكتور ماجد نجم، رئيس جامعة حلوان.
وقدم كورال الجامعة أغنية «احفظ بلادنا يا رب من الإرهاب والشر»، وردد الطلاب من أعضاء الكورال الأغنية.
وبدأت فعاليات محاضرة البابا تواضروس لطلاب الجامعة بالسلام الجمهورى، وعرض فيلم تسجيلي عن مقتطفات من كلمات قداسته السابقة في حب مصر، عقب انتهاء الاجتماع الذي عقد بين البابا تواضورس ووزير التعليم العالى ورئيس جامعة حلوان، وتم توقيع بروتوكول تعاون بين الجامعة والكنيسة، في مجال الخدمات العامة، كما كرمت الجامعة قداسة البابا ومنحته درع الجامعة.
وأكد قداسة البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، على سعادته بالتواجد في شهر أكتوبر العظيم وسط أساتذة وطلاب «يسعون للتقدم بواطننا ويجعلون الحياة أفضل»، قائلًا: «أتذكر عندما كنت طالبًا في جامعة الإسكندرية، أيام الدراسة الجامعية هي أفضل فترات للإنسان، وخلالها تتكون شخصيتك في المستقبل».
وأضاف البابا تواضروس للطلاب قائلًا: «عليك أن تسعى لأن تبتعد عن كل المشاعر السلبية وأن تهتم بمساعدة الآخر ودعمه والستر على أخطائه ويمكن أن تكتبوا صفحة جديدة في تاريخ حياتكم والوطن عند الإعلاء من شأن المحبة وعندما يمتلأ الإنسان بالمحبة الحقيقة يسعى ويفرح، قائلا: «عندما نقف أمام الله سيسألنا عن مقدار المحبة التي تم تحصيلها فالمحبة التي يسعى وراءها الإنسان على الأرض هي الرصيد الباقي له في السماء»، مشددًا على أنه «واثق أن شباب مصر هم أصحاب إرادة ومحبة للوطن، والأقدر على تحمل المسؤولية والنهوض بمصر».
وأضاف البابا تواضروس: «سأتحدث عن محركات الحياة، ونطرح سؤالا ما هو الذي يحرك حياتك، أولًا: المعرفة، وربما تكون هي التي تحركنا في الحياة وهي أحد المحركات، التي تقود حياة الإنسان، وكلما صار محرك العلم صارت حياة الإنسان أكثر راحة وأكثر عملًا، ولكن بعض الاختراعات أصبحت ضارة في الحياة البشرية، وجعلت الحياة أسوء، وعلى مر عصور الحياة وجدنا العلم، الذي ينبني والذي يهدم، وكثرة المخترعات أدت للكسل، لدرجة أننا تحل مشاكلنا بضغطة زر، رغم أن المثل الشعبي القديم يقول الحركة بركة».
وتابع: «المحرك الثاني هو البحث عن الذات، ومن أشهر أقوال السيد المسيح ماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه؟، هو محرك تقوده علوم الفلسفة وصارت هناك موجات الإلحاد تسود العالم وظن الإنسان أنه الكائن الأسمى، يجب على الشباب أن يبنوا نفسهم بناءً صحيحًا، أما المحرك الثالث هو الجمال من الفنون والرسم وحالات النفس البشرية وبحث الإنسان في قيم الجمال لأن الفن يحول الفراغ إلى ما هو كريم ومقدس».
واختتم قداسة البابا تواضروس حديثه لطلاب جامعة حلوان قائلًا: «إذا الشباب يومًا أراد الحياة.. فلابد أن يستجيب له القدر».
وقال الدكتور ماجد نجم، رئيس جامعة حلوان، إن «البابا تواضروس حريص على تأصيل التآخي والمحبة، محب للسلام، ويحظى بالاحترام في العالم كله ومصر، شخصيته يميزها الصبر والحكمة ويمكنها ادراكها الواعي بإدارة كافة المواقف، وأن المصريين على قلب رجل واحد نابض يعيش في وطن واحد، مشيراً إلى أن الفاعلية تأتي في إطار انتصار أكتوبر العظيم والذي ارتوت أرض سيناء بدماء المصريين، مسلمين ومسيحيين».
فيما قال الدكتور خالد عبدالغفار، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، إن «كل منتسب للتعليم العالي يسعد بقداسة البابا تواضروس، وأرحب به باسمي وباسم وزارة التعليم العالي فهو رجل إنسان وحكيم وعاشق لمصر وشعبها وسماءها وأرضها، وله مواقف وأثر وقدوة في مواقف كثيرة في الوطن، هو والأزهر الشريف»، مشيرًا إلى أنه «اقتبس منه أن بناء الإنسان لابد أن يكون من خلال تكاتف أجهزة الدولة، ومنها المؤسسات التعليمية والأزهر الشريف والأحزاب السياسية والمجتمعات المدنية لتخريج شاب مصري واع وناضج».
وتابع: «إن توقيع الاتفاقية تسعى لوجود شراكات متعددة الأطراف، وإن الكنيسة المصرية متواجدة والجامعات في محافظات مصر لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، لافتا أن مقدرات الجامعات المصرية في وجودها، وأنهم ثورة نستغلها لنهضة الوطن، موضحا أنه تم إنشاء جامعات جديدة في مطروح والأقصر والوادي الجديد وقريبا في الغردقة لإتاحة فرص تعليمية في كل ربوع الوطن وتقديم تخصصات جديدة وفروع جديدة، وكذلك دعم الجامعات المرتبطة بالصناعة والبحث العلمي».
شارك في الوفد الكنسي كل من الأنبا دانيال أسقف المعادي وسكرتير المجمع المقدس والأنبا ميخائيل الأسقف العام لكنائس قطاع حدائق والقس كيرلس بشرى سكرتير قداسة البابا والقس بولس حليم المتحدث الرسمي باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والدكتور إسحق عجبان عميد معهد الدراسات القبطية ووكيل المعهد الدكتور عادل فخري وبربارة سليمان، مدير المكتب البابوي للمشروعات.