بعد رحلة مرض طويلة انتهت بتليف كامل في الكبد، وفي العشرين من نوفمبر ١٩٧٥ فارق الرئيس الإسباني «الجنرال فرانسيسكو فرانكو» الحياة، وقد اختلفت الآراء في تقدير دوره التاريخي بين من يرى أنه أفضل رجل دولة حكم إسبانيا في العصر الحديث وأنه أنقذها من حرب أهلية طاحنة وقادها نحو الازدهار، ومن يصوره حاكماً مستبداً، عدواً للديمقراطية ونصيراً للفاشية لقد قاد فرانكو الجيش الاشتراكي خلال الحرب الأهلية الإسبانية وحقق به النصر وتولي حكم إسبانيا «زي النهارده» في ١ أكتوبر ١٩٣٦ وكان نظام حكمه ديكتاتوريا، إذ حكم إسبانيا بالحديد والنار، وأطلق على نفسه لقب «الكوريللو» أي القائد، ورغم أن إسبانيا- وعلي نحو رسمي- قد انتهجت سياسة الحياد في الحرب العالمية الثانية، فإن الجنرال فرانكو كان يقوم بدعم ألمانيا النازية، وأثناء حكمه الاستبدادي لإسبانيا كان يقوم بتعيين كل أعضاء البرلمان الإسباني «الكارتز»، والذي أقامه كمجرد واجهة ديمقراطية، وعجت السجون بالمعتقلين.
وسادت في عهده الأحكام العرفية وانتعشت ظاهرة المحاكم العسكرية ولكي يواجه الأزمة الاقتصادية التي تعرضت لها إسبانيا قام بمغازلة أمريكا عارضًا عليها إقامة قواعد عسكرية، فعقدت معه اتفاقًا في ٢٦ سبتمبر سنة ١٩٥٣، لتكون لها قواعد بحرية وجوية في مقابل معونات عسكرية واقتصادية وقيل إنه أثناء حكمه قام بنفي أكثر من مليون مواطن، وأن عدد الذين صدرت ضدهم أحكام بالإعدام يفوق المائتي ألف مواطن، وكان معزولاً عن شعبه.. وظن أنه مبعوث العناية الإلهية، وأحاط نفسه بجيش من الجواسيس، وعلي إثر موته قام الشعب بتحطيم تماثيله وغيروا أسماء الشوارع والمدن التي أطلق اسمه عليها.