أصدر ممثلو القوى الوطنية والأحزاب السياسية التي شاركت في لقاء «استعادة روح الثورة»، الذي دعا له الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، بياناً، أكدوا فيه ضرورة استكمال أهداف ثورة الخامس والعشرين من يناير، والتوافق الوطني على رعاية كل مكونات هذا الوطن، «دون غلبة أو هيمنة أو إقصاء أو انحياز».
وأعلنت تلك القوى في بيانها، التزامها بالحفاظ على «روح ميدان التحرير»، كما كانت خلال الأيام الثمانية عشرة، «التي غيرت مجرى التاريخ المصري، وجمعت كل أبناء الوطن على كلمة سواء».
استنكر البيان مثول المدنيين أمام المحاكمات العسكرية، وأكد حق المواطن الدستوري في محاكمته أمام قاضيه الطبيعي، ومنع المحاكمات العسكرية للمدنيين، والإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين، وطالب بسرعة المحاكمات بما لا يخل بحرمة الحق ومقتضى العدل وواجب النزاهة، كما أكد ضرورة استكمال الوفاء بحقوق أسر الشهداء والمصابين في العلاج والتعويض والعمل والرعاية التامة، والمضي في البناء الديموقراطي لمؤسسات الدولة وإتمام تسليم السلطة للمدنيين في موعده المحدد دون إبطاء، والالتزام بما أسفرت عنه الانتخابات النزيهة الحرة من نتائج، والتعاون بين شباب الثورة جميعًا وممثلي الشعب المنتخبين في بناء مصر المستقبل تحت مظلة الديموقراطية وعلى أساس من الشرعية البرلمانية والتوافق الوطني.
وأكد البيان أيضاً على ضرورة «عودة الجيش الوطني، ذخرِ الوطن وحامي انتفاضاته الثورية، إلى دوره في حراسة حدود مصر وأمنها القومي».
كان العديد من ممثلي القوى والأحزاب السياسية في مصر، قد شاركوا في اللقاء الذي دعا له فضيلة الإمام الأكبر، شيخ الأزهر، تحت عنوان «نحو استعادة روح وقيم الثورة المصرية واستكمال أهدافها»، وقد حضر اللقاء الذي عقد، الأربعاء، بمشيخة الأزهر، الدكتور كمال الجنزوري، رئيس مجلس الوزراء، والدكتور محمد بديع، المرشد العام للإخوان المسلمين، والبابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية.
كما حضر الاجتماع الموسع، منصور حسن ، رئيس المجلس الاستشاري، والمرشحين المحتملين لرئاسة الجمهورية الدكتور محمد سليم العوا ، والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح ، وعمرو موسى ، ومحمد البرادعي ، وحمدين صباحي.
من جانبه، قال الدكتور محمد سليم العوا ، المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، إن المشاركين فى الاجتماع قد اتفقوا على تأييد ودعم «وثيقة الحريات العامة»، التي أصدرها الأزهر الشريف والمثقفون، كما اتفقوا على ضرورة استمرار الثورة لاستكمال وتحقيق أهدافها.
وأضاف «العوا»: «اتفقنا كذلك على ضرورة الاستمرار في الانتقال السلمي للسلطة قبل نهاية يونيو المقبل»، مشيرًا إلى أن المجتمعين أيدوا وثيقة الأزهر الأولى، والثانية الخاصة بالحريات، مؤكدًا أن الاجتماع بداية لحوار مجتمعي يجب أن ننخرط به خلال المرحلة المقبلة، ونحن بصدد كتابة دستور جديد، وانتخابات شورى، وانتخابات رئاسية.
وأكد العوا أن الاجتماع جاء معبرًا عن كافة التيارات السياسية والوطنية والعلمانية واليسارية والإسلامية والكنيسة.
وقال الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح ، المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية ، إن المشاركين في الاجتماع الموسع اتفقوا على ضرورة استكمال أهداف الثورة، وأن تستمر الثورة سلمية لتحقيق أهدافها، كما اتفقوا على حرية الإبداع والفن، وأن يتضمن الدستور الجديد هذه الجوانب.
وشدد الدكتور السيد البدوي، رئيس حزب الوفد، على أهمية التوافق الوطني التام، للنهوض بالدولة والخروج بها من محنتها الراهنة ، مؤكداً أن الأزهر استعاد مكانته ودوره اللائق .
وأشار الدكتور محمد أبو الغار ، رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، إلى اتفاق جميع المشاركين على دعم «وثيقة الحريات العامة» التي أطلقها الازهر الشريف، واحترام الحريات العامة والخاصة والتأكيد على حرية الابداع والبحث العلمي.
وأكد أحمد ماهر، ممثل حركة شباب 6 أبريل، والذي حضر اللقاء، أن كل المجموعات الشبابية التي ستشارك فى مظاهرة 25 يناير، تؤكد «سلمية الثورة»، وابتعادها تماما عن أي نوع من العنف قائلا «الجميع ضد استخدام العنف»، ونسعى لاستكمال أهداف الثورة والانتقال السلمي للسلطة من خلال نقل السلطة إلى مجلس الشعب المنتخب وتسليم السلطة للبرلمان.