رصدت عدد من الصحف البريطانية والأمريكية ووكالات الأنباء تطور ردود الأفعال المصرية تجاه أحداث مباراة مصر والجزائر في الخرطوم الأربعاء الماضي ، سواء كانت ردود أفعال شعبية أو على مستوي القيادات السياسية في مصر تجاه الاعتداءات الجزائرية على المشجعين المصريين في السودان .
حيث ذكرت شبكة «فوكس نيوز» الأمريكية، ونقلته عنها وكالة « أمريكا إن أرابيك»، أن الحرب القادمة في الشرق الأوسط ربما تشعلها مباراة كرة القدم على خلفية التوتر بين مصر والجزائر في أعقاب مباراة كرة القدم الأخيرة بين البلدين لتحديد المتأهل منهما للوصول إلى تصفيات كأس العالم في جنوب أفريقيا 2010.
وقال تقرير الشبكة الأمريكية إن هذه الأحداث تذكر بالصراع الذي اندلع قبل 40 عاما وأُطلق عليه «حرب الكرة»، حينما اندلع صراع مسلح لمدة أربعة أيام بين السلفادور وهندوراس في 1969 بسبب مباراة كرة قدم.
وأضاف التقرير أن "التوتر بين البلدين، والذي كان أصلا بسبب الهجرة ومشكلات ديموجرافية، بدأ خلال الدور الثاني لتصفيات التأهل في أمريكا الشمالية لكأس العالم في عام 1970" ، مشيراً إلي أن مسئولي الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، "يتمنون ألا يعيد التاريخ نفسه، رغم استمرار تصاعد التوتر مع تجمع المتظاهرين للاحتجاج الجمعة لليوم الثاني بالقرب من السفارة الجزائرية في القاهرة".
وقالت صحيفة «جارديان» البريطانية، أن الرئيس مبارك "سكب البنزين" على نار أحداث كرة القدم بين مصر والجزائر بتعهده بالدفاع عن المصريين في الخارج ضد العنف، وأنه لن يسمح بإهانة كرامة مصري في الخارج"
وأوضحت الصحيفة في تقرير نشرته للكاتب «جالك شينكر» أن كلمات " مبارك " أمام البرلمان لم تهدئ من " غليان" الشعب، خاصة وأن هناك رد فعل شعبي قوي ضد الحكومة جراء صمتها إزاء هذه الأحداث.
من ناحيتها، ركزت صيحفة « التايم » الأمريكية، على ما ذكره الكاتب «جون برادلي» من أن " المصريين هم أكثر الشعوب وطنية في العالم العربي .. وأنه لم يرى شعبا لايرغب في رئيسه بدرجة أو أخرى مثلما وجد الشعب المصري" ، وقالت الصحيفة الأمريكية إن الدولة الأمنية التي أبقت الرئيس مبارك في الحكم لثلاثة عقود لا تتسامح مع المعارضة السياسية، الأمر الذي يفسر انصراف الناس للتعبير عن غضبهم من خلال مباراة كرم القدم .
وأوضحت الصحيفة أن كرة القدم تعد منفذاً للتعبير عن عاطفة الشعب سلباً أو ايجابيا، خاصة وأن الشعب المصري يشعر بالكثير من ضغوط الحياة كل يوم ، ولا يجد غير كرة القدم مجالاً للتنفيس عن هذه المشاعر"
واعتبرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن هناك سبين في تاريخ الشعب المصري دفع بالفقراء المصريين بالنزول إلي الشوراع والثورة على الأوضاع، وهما ارتفاع سعر الخبز في أحداث يناير 1977 ، وأخيرا أحداث مباراة مصروالجزائر في الخرطوم.
وأوضحت الصحيفة أن الفرق بين السببين أنه في أحداث يناير 1977 سعت الحكومة إلي اسكات حالة الشغب وصوت الناس، في حين سمحت لهم الدولة للجماهير المصرية بالخروج والثورة ضد ماحدث للمشجعين المصريين في الخرطوم على يد المشجعين الجزائرين.
ونقلت الصحيفة عن عدد من المحللين السياسيين رأيهم في أن الحكومة المصرية تسعى إلي استغلال مسألة مباراة مصر والجزائر في أسباب سياسية منها الترويج لتوريث جمال مبارك نجل الرئيس والذي حضر مباراتي القاهرة والسودان.
ونقلت الصحيفة ما قاله الكاتب «أسامة أنور عكاشة» من أن الحكومة متمثلة في النظام الحاكم والحزب الوطني الديموقراطي دعمت مباراة مصر والجزائر أملاً منها في وصول مصر للمونديال ، آملين في تعزيز مصداقيتها لدى الشعب في ظل الفقر المدقع والركود السياسي.
إلي ذلك ، اعتبرت إذاعة «صوت أمريكا» أن العلاقات المصرية الجزائرية دخلت في " منحني خطير" عقب مباراة المونديال التي كانت في الخرطوم خاصة وأن العشب الجزائري خصص تغطية مطولة لفوز لا عبي المنتخب الجزائري وسط الأفراح العارمة بالفوز دون الالتفات إلي اعتداءات المشجعين الجزائريين على المصريين في السودان
وذكرت الإذاعة الأمريكية أن أحداث مباراة الخرطوم كادت أن توتر العلاقات المصرية السودانية بسبب ما تناولته وسائل الإعلام من أن الأمن السوداني تراخى في حماية المصريين وفرض سيطرته على استاد أم درمان، مستدركة أن الإعلام المصري تدارك هذا الأمر بقوله إن قوات الأمن السوداني بذلت قصارى جهدها لحماية المصالح المصرية والجزائرية.
وقالت الإذاعة إن "القيادات في البلدين استغلت الحدث لتحقيق بعض المكاسب السياسية ولاثارة العواطف وإثارة المشاعر القومية والوطنية" نقلا عن أستاذ الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية.
مضيفة أن هذه الأحداث تهدف إلي صرف الانتباه عن المشاكل الحقيقية للشعب ، والفائز سوف يستخدم هذا النصر للتغطية على فشل جميع قطاعات المجتمع سواء في مصر أو في الجزائر".