هو سيد الخيال الواقعى، وأحد أعظم الروائيين حول العالم، مؤلفاته ترجمت لكل اللغات، وحُفرت فى ذاكرة الأدب، من أهم إنجازاته «الحرب والسلام»، و«آنا كارنينا»، وتعتبر مؤلفاته من أفضل الأعمال المكتوبة على الإطلاق، والتى تجسد بوضوح الواقع الإنسانى، وقد قيَّم الشاعر والناقد البريطانى فى القرن التاسع عشر ماثيو أرنولد رواية تولستوى بأنها «قطعة حياة». فى عام 1828، ولد ليو تولستوى فى مقاطعة ياسانيا بوليانا، بروسيا، توفيت والدته قبل أن يبلغ عامين، وتوفى والده فى 1837، وعاش مع عمته فى مدينة قازان بروسيا فى الستينيات من القرن التاسع عشر، وتحديدًا عام 1862
تزوج «تولستوى» فتاة من الطبقة الوسطى تدعى صوفيا أندرييفنا بيرس، وقد أثمرت الحياة الزوجية الهانئة، نتاجًا فكريًا وذرية، فأنجبت زوجته 13 طفلا، وأنتج «تولستوى» أعظم كتاباته، الأولى «الحرب والسلام»، والثانية «آنا كارنينا»، ثم توالت أعماله الأدبية. تأثر تولستوى بكتابات الفلاسفة واللاهوتيين والعلماء وعجز عن فهم معنى الحياة وحاول الانتحار إلا أنه لم يفلح، وعانى من مشكلات نفسية ودينية وأخلاقية، فرفض كل سلطة للملكية الخاصة وتحول لإنسان نباتى وسعى لتحقيق الاكتفاء الذاتى فى أمور عيشه، وأصبح يتوق إلى العزلة، الأمر الذى أدخله فى مشاجرات مع أفراد عائلته، فقرر أن يغادر مقر إقامته إلى حيث يجد السكينة، وفى يوم، غادر تولستوى بصحبة طبيبه الخاص وإحدى بناته وكان الطقس باردا، فلم يقو جسده على رداءة الجو، وتوفى فى استابوفو بروسيا عام 1910 بدأ «تولستوى» العمل فى أشهر رواياته «آنا كارنينا» فى عام 1873، ونشرت عام 1877، وبنيت الرواية على قصة حقيقية لانتحار شابة فى مقتبل العمر خانها التوفيق فى الحب فقذفت بنفسها تحت عجلات القطار، وتعد الرواية قصة مجتمع، وتحمل رؤى متنوعة. بدأت أحداث الرواية بذكر الخصام الزوجى بين ستيفان أوبلونسكى وزوجته دوللى، بسبب خيانته لها مع المربية، وطلب ستيفان من شقيقته آنا السفر لتصلح بينه وزوجته، ولكى تقوم بذلك تركت زوجها وابنها فى بطرسبرج متجهة لموسكو، وفى القطار التقت أليكسى فرونسكى، الذى سرعان ما أغرم بها، ورغم محاولاتها كبت مشاعرها تجاهه، إلا أن إهمال زوجها لها، جعلها غير قادرة على مقاومة حبها لفرونسكى، فخانت زوجها وأنجبت من عشيقها وعاشت حياة بائسة وآنا «بطلة الرواية» امرأة ساحرة الجمال، وكانت محط إعجاب الجميع، متزوجة من أليكسى كارنين، موظف، يكبرها بـ20 عامًا، وأنجبت منه صبيا، تبوأت مكانة رفيعة بين سيدات المجتمع، لكنها لم تكن سعيدة، فزوجها كان مشغولا فى أعماله الإدارية، عشقت أليكسى فرونسكى وأنجبت منه طفلة زنا «أنوشكا»، وعلى مفرق طرق وقعت فى حيرة وعاشت صراعًا نفسيًا، وتمزقت مشاعرها بين زوجها وحبيبها، نبذها مجتمعها وعاشت فى عزلة قاتلة، وصارت يائسة، وتنتهى الأحداث وهى تسير باتجاه السكة الحديد ووقفت قبالة القطار، وقذفت بنفسها تحت عجلاته. تحولت الرواية إلى أعمال سينمائية عالمية، بدأت بفيلم أنتجته ألمانيا عام 1910، ثم فيلم أمريكى عام 1915، ووصلت العروض الفنية لأكثر من 15 عملا، أشهرها الفيلم الأمريكى «آنا كارنينا» عام 2012، للمخرج جو رايت، وقامت بدور آنا الممثلة كيرا نايتلى. وفى عالمنا العربى، كان فيلم «نهر الحب» عام 1960، العمل المشتق من رواية «آنا كارنينا» بطولة عمر الشريف وفاتن حمامة، وقد أدخل المخرج عزالدين ذوالفقار تعديلات فى أحداث الرواية، ساهمت فى نجاح الفيلم فنيًا وجماهيريًا.