هزاع المنصوري.. قصة أول إماراتي يصعد إلى الفضاء (تقرير بالصور)

مالذي سيأخذه معه إلى الفضاء؟ مصحف وصورة وكتاب ووجبة «بلاليط»
كتب: فاطمة محمد الأربعاء 25-09-2019 14:14

يشغل رائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري العالم بمغامرته المنطلقة منتصف ليل اليوم الأربعاء إلى محطة الفضاء الدولية ضمن رحلة تاريخية على متن المركبة «سويوز إم إس 15»، وبرفقة كل من رائدي الفضاء الروسي أوليغ سكريبوتشكا والأمريكية جيسيكا مير، واحتل هاشتاج هزاع مركزاً متقدماً ضمن الأكثر تداولاً عبر منصات التواصل الإجتماعي.

«حلمي بالوصول إلى الفضاء بدأ في الصف الرابع الابتدائي، عندما رأيت صورة أول رائد فضاء عربي في كتاب اللغة العربية للصف الرابع، وهو الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز».. هكذا أوضح «هزاع» بداية الحلم، مشيراً إلى أنه يتذكر تلك اللحظة التي حلم فيها بأن يرى نفسه يصل إلى المكان نفسه.

يبلغ هزاع من العمر 35 عاما، ومن المقرر له أن يشارك في مهمة هذا الأسبوع في محطة الفضاء الدولية، بعد انتقائه من بين آلاف المتقدمين، وقال عن هذه التجربة في مؤتمر صحفي أقيم قبل انطلاق الرحلة: «أشبه بأن تعيش ما هو مستحيل».

وسيكون المنصوري العربي الثالث الذي يذهب للفضاء، إذ سبقه الأمير السعودي سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، والسوري محمد فارس وكانت رحلتاهما في ثمانينيات القرن العشرين.

ويكمل تصريحاته: «إن هذه المهمة علامة فارقة بالنسبة لي شخصيا، وبالنسبة للإمارات العربية المتحدة، منذ صغري، بدأت أنظر إلى النجوم وأن فكرة الاقتراب منها لم تكن فكرة مستحيلة لدي».

غياب برنامج فضاء إماراتي أجل طموح هزاع من التحقق، واتجه هزاع إلى الطيران، وبعد تخرجه في الجامعة، التحق بالقوات المسلحة كطيار مقاتل، حيث قاد طائرات من طراز إف 16.. قبل عامين وبالتحديد في ديسمبر 2017، أطلق حاكم دبي ورئيس وزراء الإمارات، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، دعوة عامة عبر حسابه على تويتر للالتحاق ببرنامج رواد الفضاء الإماراتي.

وتقدم أكثر من أربعة آلاف شخص للبرنامج ووقع الاختيار على هزاع ومتقدم آخر يدعى سلطان النيادي، في التصفيات النهائية، بعد مجموعة من المقابلات الشخصية والفحوص الطبية والنفسية، ووصف حاكم دبي هزاع وسلطان بأنهما يمثلان «أوج الطموح الإماراتي».

في إبريل الماضي، تم الكشف عن اختيار هزاع ليصبح رائد الفضاء الرئيسي في الرحلة الافتتاحية، وأن سلطان سيكون ظهيرا له، وسيجري هزاع في هذه المهمة تجارب علمية، كذلك من المقرر أن يأخذ الجمهور العربي في جولة داخل المحطة باللغة العربية.

وقال وفقاً لعدد من التقارير الصحفية: «أتطلع للعودة بالمزيد من المعرفة والتجارب التي يمكنني أن أنقلها للجميع، الحياة في المحطة الفضائية الدولية ستمدني بالمزيد من المعرفة والفهم لما يجري خارج الأرض وربما تكون مرحلة نحو الصعود للقمر أو المريخ».

ولكن ماذا سيأخذ معه إلى هناك، قال في المؤتمر الصحفي إنه سيأخذ صورة لعائلته، وعلم الإمارات، كما سيأخذ صورة للقاء الشيخ زايد برواد الفضاء من رحلة أبوللو، قائلاً عنها: «هذه هي الصورة التي ألهمتني، حتى أصبحت أعيش الحلم الآن»، كما سيأخذ بذور ونسخة من كتاب «قصتي» للشيخ محمد بن راشد، بجانب وجبة إماراتية للرحلة، وهي بلاليط وهي نوع من الشعيرية المحلاة التي تؤكل مع البيض المقلي، كما سيأخذ نسخة من القرآن الكريم وكتاب السباق نحو الفضاء.

قال هزاع إن المهمة مسؤولية ضخمة، لكنه يأمل أن يكون مصدر إلهام للجيل القادم من المستكشفين، كونه أول رائد فضاء إماراتي.

وعن تأدية الفرائض خلال رحلته للفضاء كالصلاة، قال وفقاً لصحيفة البيان: «الصلاة في ديننا مرنة، وقد أديت الصلاة عند تحليقي كطيار مسبقاً، أما الفضاء فالصلاة شيء جديد، وسأقوم بمشاركة صلواتي مع الجميع بالعالم، فهي تجربة جديدة علينا«،

وقال: «خلال رحلتي سأستمع إلى أغانٍ تعبّر عن وطني وتراثي، وأيضاً اخترت أغنية لأوجهها لأمي، فالأهل لعبوا دوراً كبيراً أيضاً في حياتي«.

وأضاف متحدثاً باللغة الروسية أثناء المؤتمر الصحافي في مدينة بايكونور: «لدينا في ثقافتنا الإماراتية والعربية كلمة مؤثرة للغاية، وتحمل معاني عظيمة، وهي «توكلنا على الله»، ولا أجد أفضل منها لكي أبدأ رحلتي، أجمل كلمة أسمعها هي حين يقول أطفال الوطن نريد أن نصبح رواد فضاء مثل هزاع«.

ووفقاً للتقارير الصحفية فمن المقرر أن ينفذ المنصوري 16 تجربة علمية بالتعاون مع وكالات فضاء عالمية منها الروسية روسكوسموس، ووكالة الفضاء الأوروبية «إيسا»، بينها 6 تجارب على متن محطة الفضاء الدولية لدراسة تفاعل المؤشرات الحيوية لجسم الإنسان في الفضاء مقارنة بالتجارب التي أجريت على سطح الأرض، ودراسة مؤشرات حالة العظام، والاضطرابات في النشاط الحركي.

ونشرت صحيفة «البيان» الإماراتية صباح اليوم، رسالة العالم المصري الدكتور فاروق الباز، رئيس مركز الاستشعار عن بعد في جامعة بوسطن الأمريكية عضو اللجنة الاستشارية لوكالة الإمارات للفضاء، لهزاع، قال فيها: «ربما أكون أسعد الناس برحلتك لانني شخصياً أعلم علم اليقين أن رحلتك تمثل أملاً لمؤسس دولة الإمارات الشيخ زايد طيب الله ثراه»، وأضاف: «ولقد سبق لي أن حظيت بلقاء الشيخ زايد، في المرة الأولى من أجل تلخيص النتائج العملية لرحلات أبوللو إلى الفضاء، وفي المرة الثانية كان لقائي معه برفقة الرائد جيمس أروبن الذي استكشف سطح القمر في رحلة أبوللو، وفي الثالثة مع رواد رحلة أبوللو».

وتابع: «كان الشيخ زايد طيب الله ثراه يسأل بشغف عن الفضاء والعلوم ويرغب في التعرف أكثر عن رحلات الفضاء، لذا فرحلتك هذه هي تحقيق لآمال مؤسس دولة الإمارات وكل أبنائها».

بالتزامن مع رحلة هزاع، قرر بريد الإمارات، بالتعاون مع مركز محمد بن راشد للفضاء، إطلاق مجموعة من الطوابع التذكاريةاحتفاءً بأول مهمة لبرنامج الإمارات لرواد الفضاء.

يأتي ذلك بعد مرور 55 عاماً على قيام الشيخ الراحل راشد بن سعيد آل مكتوم، بإصدار طابع تذكاري لرحلة رواد الفضاء الأمريكية الأولى إلى الفضاء الخارجي، تحت شعار «تكريم رواد الفضاء«.

وتأتي مجموعة الطوابع التذكارية المكونة من ستة تصاميم تضم صوراً لرائد الفضاء للمهمة هزاع المنصوري، ورائد الفضاء البديل سلطان النيادي، بالإضافة إلى مركبة الفضاء سويوز إم إس ومحطة الفضاء الدولية وشعار مهمّة 25 سبتمبر (طموح زايد)، الذي يظهر رسماً للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، معنوناً بـ«طموح زايد».