الجبـــــال «14»
■ سافر توفيق الحكيم إلى باريس، وكانت المرة الأولى التى تطأ فيه قدمه أرض باريس، وأخذ سيارة أجرة، وطلب من السائق أن يذهب به إلى فندق بالحى اللاتينى، وأخذه السائق إلى فندق «فرنسا والشرق»، وأنزلوه فى غرفة صغيرة بالطابق الرابع، ونصحه مدير الفندق أن يستأجر الحجرة فى الشهر بأربعمائة فرنك أى ما يعادل أربعة جنيهات وقتها، وكان ما يصله شهريًا من مصر لمعيشته فى باريس هو «عشرة جنيهات»، وفوجئ بعدم وجود مياه بدورة المياه، وعدم وجود حمام بالفندق، فأخبروه أن هذا حال أكثر الفنادق وعلى من يريد الاستحمام الذهاب إلى حمام السوق!
■ فى اليوم التالى، تجول ليتخير مطعمًا للغداء، وكانت المطاعم كثيرة ودُهش لرخص الأسعار، فوجبة غداء كاملة من لحم وخضر وفاكهة وخبز وزجاجة نبيذ أو مياه معدنية بخمسة فرنكات أى نحو خمسة قروش مصرية!
■ وبعد الغداء تجول، فإذا بمكتبة كبيرة تعرض مجموعات من المجلدات الضخمة القديمة بأسعار زهيدة، كل مجلد بفرنك ونصف (قرش صاغ ونصف) واشترى «معجم لاروس الكبير» عبارة عن جزأين ضخمين بمائة فرنك، أى بجنيه واحد! هل أدركتم قوة العملة المصرية وقتها؟!.. كانت أيام.