قصة «منال» بطلة لوحات «أنس»: أصبحت أيقونة فى المعارض الفنية

كتب: آية كمال الخميس 19-09-2019 22:35

لم يعلم الفنان التشكيلى السورى أنس بريحى، أنه فى تلك اللحظة التى كان يتأمل فيها من نافذة مرسمة، أن تنقلب حياته رأساً على عقب، بعد أن لمح جارته «منال»، الفتاة المصابة بمتلازمة داون، التى كانت ترتدى فستاناً زهرياً وتلعب مع دميتها وتتحول فى تلك اللحظة لمصدر إلهام له، وقرر أن يبدأ برسمها ويكتشف تفاصيل جمالها الخاص وبراءتها.

يقول أنس، 28 عاماً، لـ«المصرى اليوم»: «كنت بعرفها من زمان، هى جارتى بالحارة، ونحن من محافظة السويداء، كنت على طول بتأملها كيف بتمشى وكيف حركاتها، ومرة كنت واقف على شباك المرسم، عم بتأمل حقل الفول المزهر، وفاجأه فى حدا طلع من بين حقول الفول، كتير لفتنى المنظر، قديش حلو وهى لابسة فستان لون الزهر ولون الأشجار والحقول، فا شوحتلها قامت بصتلى ومشيت، يعنى ما بدها تحكى معى، ورجعت نادتلها مرة تانية باسمها فردت عليا، فى هذه اللحظة قررت إنى لازم أرسمها، نزلت عندها وطلبت منها إنى أرسمها وسألتنى ليش، قولتليها علشان إنتى كتير حلوة، جاوبتنى مندهشة، هو أنا حلوة!، واتفاجأت كتير بطلبى، وبدأت أرسمها وكانت أجمل لحظات حياتى، وحسيت إنى قد إيه كنت محتاج أعبر عنها بطريقتى، وكتير لفتتنى تفاصيل فيها وروحها الحلوة البريئة». على أنغام فيروز، «حبيتك بالصيف»، الأغنية المحببة لكليهما، كانت البداية بين أنس ومنال فى رسم عدد من اللوحات، وكانت منال تجلس أمامه على الأريكة بداخل منزلها الصغير، وكأنها موديل، يرسمها الفنان التشكيلى بشكل جديد فى كل لوحة، ليقول:« من أول لوحة عملتها ليها، اكتشفت ان منال هى مصدر إلهام ليا، وهى الشخص الوحيد اللى لما برسمها كأنى برسم حالى».

حقق المشروع الإبداعى المشترك بين أنس ومنال انتشارًا كبيرًا، ولاقت اللوحات التى تعبر عن عالم منال تفاعلًا من المتابعين، وزينت تلك اللوحات منازل المعجبين بالحالة الإبداعية التى عبرت عن البراءة فى ملامح منال. كما أنه شارك بهذه اللوحات، فى عدد من المعارض، بمختلف دول العالم، من بينها لبنان والأردن والبحرين ولندن ومؤخراً فى أمريكا. والجميع أصبح يعلم من هى «منال». لم يكن تأثير اللوحات إيجابيا ليس فقط على مستوى منال، بل بالبيئة المحيطة بها، فقد استطاع أنس أن يعيد الثقة فى شخصية منال التى بدأت أن تدرك جمالها وأهمية اختلافها وأصبحت تعرف عن نفسها بأنها «موديل».